“لست وحدك” مركز يعطي الأمان للأهل ولأبنائهم ذوو بعض الصعوبات ليكونوا قادرين على النمو بشكل سليم ومعافى

حوار: هناء بهجت صالح

أثبتت المرأة السورية وجودها بكل المجالات ، ولأنها عنصر أساسي بإحداث عملية التغيير بالمجتمع كانت ولا تزال مسؤولة عن بناء جيل قوي ، قادر متماسك وسليم ،
حوارنا اليوم مع ابنة اللاذقية، ابنة البحر الكريم المعطاء السيدة ولاء شيخ خميس أخصائية بمجالات عدة ، مؤسسة ومديرة مركز لست وحدك لتخبرنا عن رحلتها العلمية والعملية مع شريحة من الأطفال.
– بداية أخبرينا عن مجال دراستك وسبب اختيارك لها ؟
مجال دراستي علم اجتماع ، توجهت بعدها للعمل على كورسات تعديل السلوك ( نطق ، توحد ، صعوبات تعلم وتربية خاصة ) وسبب اختياري لهذا المجال هو حبي للعمل الإنساني،
ومن خلال دراستي حصلت على ٢٧ شهادة .
– بعد التخرج توجهت للحياة العملية ، كيف كانت وهل من صعوبات واجهتك ؟
عندما توجهت للحياة العملية تطوعت بالجمعيات والأعمال الإنسانية ، وأكثر الصعوبات التي واجهتنيي عدم معرفة الناس بهذا الاختصاص فهو مجال جديد غير معروف لم يدركوه ، ببداية عملي تعاملت مع الفئات التي تعاني من قلة التواصل والتركيز ، وأطفال الداون أكثر مجال دخلته، بعدها أصبحت أعمل مع معظم شرائح الأطفال ( صعوبات تعلم ، تشتت انتباه، وعثر نطق ) .
– المرأة اليوم نصف المجتمع وتبني النصف الثاني مارأيك بالمرأة السورية اليوم ؟
المرأة هي جذر المجتمع وإذا كان الجذر صالح ينمو بشكل صحيح لتصبح شجرة مثمرة معطاءة ، كذلك دورها يجب أن يكون فعال بكل مجالات الحياة ، فهي تملك الذكاء والعقل والقلب لتبني اجيال قادرين على بناء مجتمع متقدم .
– قمت بتأسيس مركز ( لست وحدك ) وأنت مديرته ،أخبرينا أكثر عنه والهدف منه ؟
بهدف دمج الأطفال ذو الحالات الخاصة وتهيئتهم للمدارس ودمجهم بالمحتمع وكيفية تعامل المجتمع معهم وتقبلهم ، فكرت بإنشاء مركز عام ٢٠١٩ م أطلقت عليه ( لست وحدك ) ويعني الأمان أي أن الطفل لديه من يساعده ، كذلك الأمان للأهل ومساعدتهم بتهيئة أبنائهم ليكونوا كأقرانهم.
أنا كمديرة أعمل بالمركز مع كل فئات الأطفال ، بتقديم كافة الخدمات والوسائل التي يحتاجونها من نطق ، تعديل سلوك ، تشتت انتباه ، تركيز ، وصعوبات تعلم .
بعض نشاطات المركز وصف الصور والأفعال الموجودة ضمنها والتحدث بجملة مكونة من كلمتين بعد تدريب عدة شهور على سرد احداث بسيطة ، حيث قمنا بتقوية مهارة التواصل اللغوي والمعرفي والادراكي بآن واحد ، وتركيب بزل أعضاء جسم الانسان والتعرف على كل شي فيه ، ويساعد هذا البزل عل تنمية المجال المعرفي والحركي الدقيق والكبير.
كل ذلك أردت تحقيقه مع الأطفال للوصول معهم ليكونوا قريبين جدا من الأطفال الطبيعيين .
– يحتوي المركز على أخصائيين ومدربين يؤهلون الأطفال ويرعوهم وكان لنا الحديث مع البعض منهم مشرفة الأطفال فرح الجندي التي قالت: من خلال عملي تقربت من الأطفال وتعاملت معهم ببراءتهم وفطرتهم النقية ، فهم كتلة من المحبة والحنان ، بدأت معهم بالعمل من خلال جلسات خاصة ، وتم تدريبي من قبل الأخصائية ولاء مديرة المركز باستخدام برامج.عدة تسعى لإيصال أطفالنا لمستوى جيد .
أما نور هاشم أخصائية الإرشاد النفسي قالت : دوري هو معاملة كل طفل بما يحتاجه وضعه حسب حالته النفسية ، ونلتقي بالأهالي كل فترة لوضع خطط منزلية تساعدهم بالبيت ، ترشدهم بكيفية معالجة سلوكهم وانفعالاتهم .
– سيدة ولاء كونك تعملين بأكثر من مجال وجهة كيف تنظمين وقتك؟
التنظيم أساس النجاح ، وكل شيئ يقام بوقته يصبح كامل وناجح، فالعمل هو بالمرتبة الأولى ويطغى على معظم الأمور الأخرى ، ولكن ضمن الترتيب والتنظيم بالوقت يصبح كل شيئ على مايرام .
– لكل من اسمه نصيب ما كمية الولاء الذي تعطيه لعملك ؟
الولاء يعني الإخلاص والوفاء ، وأي عمل يحتاج للصعود درجة درجة وبإخلاص شديد وكامل ، لذلك خلال سنوات عملي التسع عشرة عاما بهذا المجال كان همي الوحيد إيصال أي طفل مع أمه لبر الأمان.
– كلمة أخيرة أو نصيحة منك للأهل .
أطفالنا رائعين كيفما كانو ، وذوو الحالات الخاصة لديهم مقدرات وضعها الله بهم ،ميزهم بها عن غيرهم ، هم نعمة من الله لذلك عليكم أنتم الأهالي مراعاتهم والفخر بهم ، وليس إخفاءهم عن أعين الناس والخجل منهم ، ومن الضروري أن تمتلكوا ثقافة كاملة ووعي عن تلك الحالات لمعرفة التعامل معهم وفهمهم كي لانؤذي شعورهم خاصة أنهم شديدي الحساسية .
بالختام نشكر السيدة ولاء على حوارها الغني والمؤثر .
يجب أن نعمل جميعا بتوفير الفرص والموارد اللازمة لدمج تلك الشريحة بجميع جوانب الحياة وبذل الجهود المشتركة لتحقيق المساواة والعدالة للجميع.