تجربة مميزة لأول مدرسة افتراضية سورية في دمشق لربط الطالب المغترب بوطنه

إعداد : المهندسة هناء بهجت صالح

زيارتنا كانت لمدرسة أوغاريت الافتراضية, بمقرها الكائن في منطقة الصالحية في دمشق, لدى دخولك للمدرسة للوهلة الأولى تشعر أن سوريا بماضيها, بحاضرها , بكل ما فيها تملئ المكان..ينتابك شعور بالفخر حين تتنقل في أرجاء المدرسة , تشاهد الدروس الافتراضية,المعلمين,و الطالب في جلساتهم التفاعلية..حتى الجدران مزينة بلوحات رسموها الطلاب حين أقامت لهم المدرسة معرضاً افتراضي العام الماضي .
بعد جولتنا كان لنا حديث مع رئيس مجلس إدارة مدرسة أوغاريت الافتراضية
الدكتور علي المهوس, الحائز على دكتوراه في إدارة الأعمال, وهو رجل سوري مغترب ,مقيم في الكويت وكان لنا معه الحديث التالي:
– بداية حدثنا عن نفسك , علمك و عملك دكتور علي؟
سيدتي لقد ولدت في الكويت, وعدت إلى سورية إبان الغزو العراقي للكويت عام
1990م ,درست الصف العاشر والحادي عشر بمدرسة الشهيد فايز منصور في البوكمال, وأدين لهذا البلد بكثير من النجاح الذي أنا فيه,المنهاج السوري الذي تلقيته كان له دور في تأسيسي علمياً لأتابع مسيرتي التعليمية و أدرس المجال الذي طالما كان شغفاً بالنسبة لي و هو إدارة الأعمال , هذا العلم جسدته في مسيرتي المهنية على
أرض الواقع حين عملت في المقاولات في الكويت و أنشأت شركتي الخاصة ( أفاميا ) و
التي حققت نجاحاً كبيراً في الكويت, وأثبتنا من جديد كما في كل مرة أن الإنسان السوري مبدع بطبعه وله بصمة مميزة أينما حل .
– ما الذي يدفع رجل أعمال سوري لإنشاء مدرسة افتراضية, في هذا الوقت..ألم يكن هناك مجازفة في هذه الخطوة؟
صحيح غادرت سورية, لكنها أبداً لم تغادرني للحظة ،في الكويت أتابع باستمرار عمل الجالية السورية بصفتي رئيس اللجنة الإعلامية في الجالية السورية في الكويت..في الغربة أكثر ما يحزنني أن أجد طفل سوري دون تعليم
إما بسبب أقساط المدارس أو بسبب بعض القوانين التي يضيق بها على السوريين…حتى كنت أسمع شكاوي عن المناهج التي يتم تدريسها والتي لاتقارن بالمنهاج السوري و الذي هو كما نعلم من أقوى المناهج على مستوى العالم..ناهيك عن ذلك زيادة أعداد السوريين المغتربين..وكان مرسوم السيد الرئيس بشار الأسد بإحداث مدارس افتراضية سورية تعلم المنهاج السوري تحت إشراف وزارة التربية بمثابة إشارة البدء
بإنشاء مدرسة افتراضية تجمع شتات السوريين في كل أنحاء العالم, تعلم المنهاج السوري و تربط الطفل السوري بوطنه , دون أي تردد باشرت العمل, و
لم يكن الهدف ربحي صدقيني كان الهدف إنساني وطني بحت , إيمان عميق لدي أن المنهاج السوري يجب أن يخرج من هذه الحدود إلى العالم و أن لا يبقى سوري دون تعليم..
– حتى يبدو اسم المدرسة مرتبطاً بسوريا ( أوغاريت ).
نعم بالتأكيد ,كسوري طالما تحدثت في مجالس عن سورية , عن الأبجدية الأولى
التي انطلقت من هذه البلد و عن حضارة أوغاريت تحديداً..صدقيني كان الاسم
بالنسبة لي حلم بأن أنشر اسم و حضارة أوغاريت التي انطلق منها الحرف ً الأول للبشرية، مدرسة أوغاريت الافتراضية تحمل رسالة كما رسالة الأبجدية التي قدمتها حضارة أوغاريت ، تحمل المنهاج السوري لتنشره لجميع السوريين حول العالم.
– نجاح كبير تم تحقيقه العام الماضي, انعكس في زيادة عدد الطلاب و وصولكم لمعظم دول العالم, ما التحديات و الصعوبات التي كانت و ما سر هذا الانتشار بوقت قياسي؟
التحدي الأكبر الذي واجهناه هو نشر ثقافة التعليم الافتراضي بين الأهالي الذين استهجنوا هذا النوع من التعليم ، بالبداية قمنا بالتعريف بالمدرسة وتم صناعة محتوى خاص بها و بطلابها أظهرنا من خلاله رؤية المدرسة و جودة العملية التعليمية فيها..
البداية كانت عام 2020 م ب 58 طالب, و اليوم 700 طالب , وخلال العام الأول حققنا نسبة نجاح 95 بالمية , وهذا ما ساعدنا لنكون موضع ثقة بالنسبة للأهالي, توسعنا في العام الثاني , طورنا الوسائل التعليمية و وسائل الاتصال , اليوم بإمكان الطالب من أي جهاز رقمي الدخول إلى منصاتنا التعليمية التي يتم تطويرها بشكل دائم , إضافة إلى منهاج السولري الذي نقدمه ككتب إلكترونية تفاعلية.
– لاحظنا أن هناك نشاطات ثقافية و علمية و مسابقات تضاهي المدارس التقليدية بل تتفوق عليها ما هدف هذه النشاطات في مدرسة أوغاريت الافتراضية و ما آخر نشاطاتكم؟
أوغاريت مؤسسة تربوية و تعليمية .. تبني إنسان ، و هذا ما ننطلق منه في نشاطاتنا, أي نشاط من شأنه أن يساعد في بناء شخصية الطالب ، تعزيزها و تعزيز حبه لوطنه و زيادة ثقافته أو اكتشاف مواهبه تتبناه مدرسة أوغاريت الافتراضية ، ومن النشاطات مسابقة ذاكرة وطن ..مسابقة انتوا الأحبة و إلكن الصدارة ,مسارات أوغاريت ، كما تم مؤخرا إطلاق قناة يوتيوب بعنوان من سورية إلى العالم و هي قناة تعليمية تبث المنهاج السوري وبدانا بها مع منهاج الصف الأول بطريقة ممتعة للأطفال .
– بختام اللقاء من خلال تجربتك في المغترب…كلمة تصف بها السوريين ,,وكلمة
يوجهها الدكتور علي المهوس بصفته صاحب تجربة طويلة في الاغتراب؟
عن السوريين أخبرك أن السوري إنسان مبدع مميّز.. بكل عمل يعمله.. يحمل أخلاق و مبادئ الآباء و الأجداد.. هم سفراءٌ لوطنهم و لأهلهم في كل بقاع الأرض أينما ذهبوا و كيفما حلوا، أما رسالتي التي أوجهها لأبنائنا و أكررها دائماً :لم يعد لديكم حجة للانقطاع عن التعلم فهو متاح للجميع عبر الانترنت لتعزيز الروابط بين الطفل وبلده وحتى لايكون هناك أي سوري أمي.
كل الشكر لك دكتور ولحوارك الشيق.
بناء جيل لديه عزيمة و عقل مستنير واجب ومسؤولية كل سوري،،،فالوطن لا ينهض سوى بالعلم والتعلم .