طوق الياسمين مؤسسة تنشر الخير والعطاء

متابعة: هناء صالح

ياسمين محمد سامي كلاوي امرأة سورية أرادت أن ترسم طريقا لحياتها بعد أن تهجرت من بلدها جسر الشغور بهدف دعم ذوي الشهداء واليتامى والأرامل والمرضى وطالبي العلم ….اهلا وسهلا بك سيدة ياسمين.
– بداية لنتحدث عن فكرة إنشاء مؤسسة خيرية ما الهدف منها ولمن موجهة .؟ خاصة أنك قادمة من المغترب
– بسبب الظروف التي مرت بها البلاد قررت ترك بصمة بوطني الغالي سوريا بإنشاء مؤسسة خيرية بسبب الوضع الراهن وإنشاء مبادرة فردية والتي هي الاصدق والأقوى والانقى ، خاصة اني كنت أرى بعض الناس المهجرين اللذين اصبحوا بلا مأوى ، والمغتربين يجب أن يكونوا يد بيد مع أهلهم داخل الوطن والذي شجعني أكثر على تلك الفكرة كوني تهجرت من بلدي من جسر الشغور بفعل الحرب الظالمة على سوريا، وأعرف المتعففين من الناس المحتاجة والجرحى وذوي الشهداء لذلك قررت أن نكون البلسم الشافي لهم ولتامين بعض حاجاتهم ، وقبل الرحيل للعالم الآخر يجب أن أترك بصمة ، من هنا اتت فكرة إنشاء جمعية طوق الياسمين والتي تم ترخيصها عام ٢٠٢٣ م بالقرار ٤٦ يتناول نشاطها كافة اراضي الجمهورية العربية السورية تهدف للمساهمة بتقديم الأعمال الخيرية والمساهمة بنشر التوعية والمعرفة حول الصحة العامة وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية الأولية والثانوية الأساسية بكفاءة وجودة عالية للنهوض بصحة المجتمع . وواجب كل إنسان شريف الوقوف مع بلده باي طريقة كانت.
– طوق الياسمين ماسبب اختيار تلك التسمية ؟
– سميتها طوق الياسمين لأننا السوريين علينا التجمع مع بعضنا لتشكيل عقد يستطيع التصدي لاي أزمة، وكما نقاء وبياض الياسمين نكون للمحتاجين يد بيد ، وواجب كل إنسان شريف الوقوف مع بلده باي طريقة كانت بكافة أنواع الدعم النفسي والمادي والمعنوي.
– التعليم والصحة كانت احد اهدافكم لونأخذ فكرة عن ذلك؟
العلم يساعد على نهوض المجتمع، وبالعودة للبيئة التي نشأت بها فأنا تربيت ببيت كرم والعمل الصالح بفضل والدي الذي كان يساعد الجميع ببلده جسر الشغور من خلال عمله كتاجر سيارات بدءا من السائقين اللذين يعاملهم كأبنائه انتهاء بالفقراء والمحتاجين ، وهذا ماورثته منه وتربيت عليه من أخلاق وحسن السيرة والسلوك ، ولا أنسى والدتي المعلمة التي خرجت الأطباء والمهندسين والمعلمين ،ونحن خمسة اخوة درسنا ، ولكن بفقدان الأب والسند عشنا ايتام بكل ما تعنيه الكلمة، هنا افتقدت كلمة العيلة ، خاصة اني كنت صغيرة فكل يتيم كان يعيدني لذكريات الطفولة ، لذلك دعمت اليتيم بالعلم وبكل شيء ، ومن هنا اقول علينا احتضان اليتيم ودعمه ، كنت ابحث عن اي طريقة لإسعاده،
وقد كفلت الجمعية الكثير من طلاب العلم الايتام ، خاصة طلاب كلية طب الأسنان ومساعدتهم بالأدوات، حيث تم شراء معدات لهم وكفالتهم برواتب شهرية وكذلك طلاب الطب تم كفالة البعض حسب الإمكانية. وهنا أذكر طالب طب كان يعمل بالمقاهي لتأمين مطالبه فتم كفالته ودعمه حسب الإمكانية من قبل أصحاب الخير والايادي البيضاء..وليس هناك أجمل من الشعور بالسعادة عند مساعدة الآخرين لزرع الابتسامة على وجوههم وسماع كلمة الدعاء الصادق لك من القلب.
– أيضا لذوي الشهداء والجرحى كان جانب من الاهتمام كيف تجسد ذلك؟
هم أبناء من قدموا الغالي للوطن ورووا بدمائهم الارض لنعيش ونحنا بكرامة ، واقل مانقدم لهم الرعاية والاهتمام فقد تكفلت الجمعية ب ٤٠٠٠ اسم من زوجات شهداء ومصابي حرب ومهجرين بكافة المحافظات السورية ، وقمنا ببعض عمليات العيون المكلفة بالنسبة لهم ، وفي شهر الخير رمضان الكريم استقبلنا اطفال الشهداء وزوجاتهم والمهجرين بدعوتهم للمطاعم من ٥٠ ل ١٠٠ طفل مع امهاتهم، وتوزيع ثياب العيد لهم مع سلل غذائية .
كما تم دفع الكثير من الاقساط خلال شهر رمضان للأيتام المتفوقين ٣٠ طالب ضمن معهد الحكيم من قبل السيدة رزان باكير ، وشراء المحاضرات لطلاب الطب والصيدلة بالفصل الكامل ،وشراء بطاريات السمع مدى الحياة ،
وكان لنا اهتمام بالمرأة حيث تم تدريب العديد منهم على مهن حرفية تستطيع من خلالها أن تعيل اسرتها . ولأن الجانب النفسي مهم لكل شخص تم العمل على الدعم النفسي للأرامل والمطلقات واليتيمات
للبدء من جديد دون النظر للماضي ومعاناتهم نتيجة ماتعرضو له بالحياة السابقة ليكونوا قادرين على متابعة حياتهم بسلام وامان ، كما نعمل على حماية المرأة من أي ابتزاز أو ظلم أو تعنيف من خلال محامي المؤسسة واستشارته بأي قضية تخصهم . كما أن للعجزة الذين أفنوا عمرهم لنكبر حصة بالمؤسسة لرد شيء بسيط من جميلهم علينا.
مؤخرا وبمناسبة عيد الشهداء تم تقديم ٢٥٠ كيس دم لبنك الدم باللاذقية ، واستقطاب مصابي الحرب وبعض موظفي البنك بتقديم سلات غذائية لهم ،وهنا لابد من شكر مديرية الشؤون الاجتماعية لما تبذله من جهود لتقديم كل الخدمات التي نحتاجها .
– مامشاريعكم المستقبلية ؟
نحن جنود الله على الأرض واللذين يعملون معنا ملائكة الأرض ورب العالمين اصطفانا لنكون مع حماة الديار بطريقة اخرى ، لذلك نسعى لخدمة الناس المحتاجة من حولنا ، وأتمنى أن يكون لدينا معهد تعليمي وحديقة لتدريس طلاب مراحل التعليم الأساسي والثانوية باعتبار الأجور غالية
مع وجود كادر تدريسي، وأتمنى أن يكون لدينا بيوت مسبقة الصنع تليق بالمنتظرين القادمين من أماكن بعيدة خاصة عند اصطحاب أطفالهم ،
– كلمة أخيرة
أتمنى الاحتضان والاهتمام بنا كمؤسسة ناشطة ، فنحن نعطي الوقت وهو أغلى ما يملك الانسان.
كل الشكر للسيدة ياسمين الكلاوي
تبقى سوريا ولادة معطاءة بتضافر جهود أبنائها ، إنها سوريا السحر والمجد والبطولة.