ذكرى عيد الجلاء احتفالية أقامتها حركة البناء الوطني بالتعاون مع النادي العربي بدمشق

متابعة: هناء صالح

احتفالية أقامتها حركة البناء الوطني بالتعاون مع النادي العربي بدمشق بمقره العام بمناسبة الذكرى ٧٨ للجلاء ، وتضمنت الاحتفالية نشاطات عدة تحمل قيم ومعاني الجلاء ، حيث ازدحم النادي بالحضور من مثقفين وإعلاميين وكافة فئات المجتمع .
البداية كانت بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبرار التي أزهرت شقائق النعمان بكل أحاء البلاد ، تلاها كلمة لرئيس حركة البناء الوطني وأخرى لرئيس النادي العربي، مع عرض فيلمين من إنتاج حركة البناء الوطني الاول عن تاريخ النادي العربي والثاني عن المراحل التاريخية لسوريا ، ثم وصلة لفرق الكورال من الأغاني التراثية السورية الوطنية ، وتقديم حلويات من المناطق السورية ، وفي الختام تم تكريم المشاركين بتقديم أدرع تذكارية تخص المناسبة .
يقول أنس جودة رئيس حركة البناء الوطني : اليوم عيد الجلاء العيد المركزي الأساسي لكل السوريين مهما اختلفت توجهاتهم ، ونحن نحتفل به كل عام بما يليق به قدر الإمكان ، و
الاحتفال اليوم فرصة للتذكير بدور المجتمع في صنع الاستقلال، ويشكل أملاً في استعادة القوى المجتمعية دورها في لم شمل السوريين وبناء البلاد.
أما رئيس النادي العربي سمير جاجة فهو سعيد بمشاركة حركة البناء الوطنية بالاحتفالية معهم هذه السنة ، فعيد الجلاء بقلوب الجميع ، تأسس النادي عام ١٩١٩ م ثم أغلق فترة ليعاد افتتاحه عام ١٩٣٧ م .وكان له العديد من النشاطات الاجتماعية والوطنية والخيرية ، وكان له صوت بإذاعة دمشق ، وتم تشكيل لجان لزيارة القرى تتألف من طبيب ومعلم ومهندس زراعي لتدريب الفلاحين ، بعدها انتقلت النشاطات لشكل آخر بتشكيل لجان ثقافية واجتماعية وخيرية ومعلوماتية بالبحث عن فنانين وأطباء ومهندسين ومثقفين لإلقاء محاضرات ، وكان يتم الاحتفال بيوم الطفل وإعطاء الأطفال اللذين لامعيل لهم الكتب واللباس ، ولا تزال النشاطات تقوم حتى هذا اليوم .
ولأهمية عيد الجلاء كان لابد من توثيق تلك المرحلة فاختار المهندس هيثم أبو غزالة عضو بنادي الطوابع السوري أن يستخدم الطوابع كأحد طرق التوثيق ، فكان البريد السوري يصدر طوابع كل سنة بتلك المناسبة وهي توثيق للحدث الهام بتاريخ سورية . فالبعض لايعرف تاريخ سوريا ومن خلال الطوابع تم معرفة هذا التاريخ خاصة منذ عام ١٩١٩م حتى عامة١٩٤٦م.
أما الباحث باسم نعمان من حركة البناء الوطني فقد تم توثيق تلك المرحلة من خلال تحقيق الحقب التاريخية في سوريا نذ عام ١٩١٨ م والتي مرت بعدة مراحل ، ثم تقسيم مرحلة الانتداب الفرنسي والتي قسمت لمراحل عدة ، حتى مرحلة الاستقلال والانقلابات وعودة الحياة النيابية لسوريا وفترة الوحدة والانفصال وهكذا حتى مرحلة الانفتاح على أوروبا ، وصولا لبداية الانفجار السوري ٢٠١١ م حتى الوقت الراهن .
تيماء عيسى مديرة البرامج بحركة البناء الوطني اختارت توثيقها الخاص بالضيافة لتقول إن الهويات يصنعها السوريين بمطاعمهم ولهجاتهم وأغانيهم ودبكاتهم ، فمن الجنوب الراحة الدرعاوية ومن حمص العدية البشمينة نوع من الحلو التقليدي الذي يتناوله الجميع ، مرورا بالهريسة النبكية التي تجول كل أنحاء العالم ، والبرازق الشامية التي هي مطلب كل مغترب ، والكليجة من الشمال وهي أطيب أكلات الفرات ، ومن صافيتا أكلة البرما أكلة تقليدية نوع من الحلو محشو بالجوز ، حتى العصائر كالتوت الشامي والبرتقال الماوردي التي تشتهر بهم الشام ، تقول تيماء كل ذلك رسائل واضحة لنشر التراث السوري والهوية السورية بكافة أشكالها .
يضيف محمد حسان فضل الله أمين سر النادي قائلا : إنها احتفالية ذات قيمة لدى كل السوريين وليس فقط بالنادي الذي له باع طويل وقديم بالاحتفالية واليوم مسرورين بوجود هذا الكم الهائل من الحضور لمشاركتنا هذا الحدث العظيم .
ما أجمل السوريين بإحيائهم ذكرى عيد الجلاء الذي يبقى منارة بذاكرتهم لمتابعة المسير لدحر الإرهاب والانتصار على الأعداء ، وكل عام والوطن وشرفاؤه بألف خير.