الرئيس الأسد في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي: الصين تلعب دوراً مهماً على مستوى العالم من مبدأ الشراكة وليس الهيمنة

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الصين دولة عظمى تلعب دوراً مهماً جداً على مستوى العالم، وهي عندما تتحدث عن الشراكة تتحدث عن مبدأ جديد ولا تتحدث عن الهيمنة.

وأشار الرئيس الأسد في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي (CCTV) إلى أن الصين وقفت مع سورية سياسياً من خلال دورها في مجلس الأمن وفي عدد من المحافل الدولية، ومن الطبيعي أن يكون هناك حوار أوسع معها في ظل الظروف التي يمر بها العالم وفي ظل الحصار الاقتصادي الغربي القاسي الذي يهدف لتجويع الشعب السوري.

وشدد الرئيس الأسد على أن الشعب السوري قادر على إعادة بناء بلده عندما تتوقف الحرب وعندما ينتهي الحصار، مبيناً أن منطقتنا تواجه نوعين من الخطر هما خطر الليبرالية الحديثة الغربية التي نشأت في أمريكا وخطر التطرف.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

السؤال الأول:

شكراً على قبول المقابلة الحصرية مع مجموعة الصين للإعلام، آخر مرة قمتم فيها أنتم وزوجتكم بزيارة الصين كانت في عام 2004، ما هو شعوركم حيال زيارة الصين مرة أخرى؟ وما هي أكبر التغيرات التي تشعرون بها في الصين؟

الرئيس الأسد:
على مستوى العالم، ومع ذلك هي عندما تتحدث عن الشراكة فهي تتحدث عن مبدأ جديد، لا تتحدث عن الهيمنة، ما ينقصنا نحن كدول في مختلف دول العالم، ليس فقط في سورية، ولكن خاصة الدول الأصغر تحتاج لهذه الشراكة وتحتاج لهذا الدور، والصين تقوم بهذا الدور لأن الصين وقفت مع سورية سياسياً من خلال دورها في مجلس الأمن وفي عدد من المحافل الدولية، بالإضافة للمواقف السياسية الواضحة البعيدة عن المجاملات، فإذاً الجانب السياسي هو أساساً متطور، ولكن من الطبيعي أن يكون هناك حوار أوسع في هذه الظروف التي يمر بها العالم، هناك الجانب الاقتصادي، جانب التنمية بالنسبة لنا في سورية يعنينا كثيراً، لأن سورية الآن معرضة لحصار اقتصادي سيئ وقاسٍ وخطير من الغرب يهدف لتجويع الشعب السوري، هذا جانب مهم بالنسبة لنا، وكان أحد العناوين الواسعة التي توسعنا فيها مع المسؤولين الصينيين وفيه عدة جوانب، طبعاً الصين تقدم مساعدات إنسانية لسورية وتلعب دوراً مهماً في تخفيف المعاناة، نحن وضعنا عناوين، عندما نعود إلى دمشق ستتم لقاءات واجتماعات من أجل وضع آليات لتحويل هذه العناوين إلى مشاريع عمل تطبيقية.

السؤال الرابع:

في لقائكم مع الرئيس شي، ذكرتم أن الصين شرعت في السير على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وقد لاحظنا أن هناك أيضاً بعض المناقشات في سورية حول كيفية التعلم من تجربة الصين التنموية، ما هو الإلهام الذي تعتقد أن مسار التحديث على النمط الصيني سيجلبه لإعادة الإعمار والتنمية في سورية في المستقبل؟

الرئيس الأسد:

أولاً، لابد من أن تكون هناك مشاريع مشتركة واحتكاك بين الخبرات الصينية والخبرات السورية في مشاريع ذات طابع اقتصادي صناعي، أولاً، لأن ظروف الصين منذ بضعة عقود كانت مشابهة لظروف كثير من دول العالم الثالث، ثانياً، لأن المفاهيم الاجتماعية والقيمية وهي تلعب دوراً أساسياً في عملية التطوير، لا يمكن أن نفصل التطوير التقني عن الحالة الاجتماعية، لذلك نستطيع أن نستفيد من التجربة الصينية بجوانب عديدة، ربما لا نستطيع أن نستفيد بنفس الطريقة من الكثير من الدول الغربية، وحاولنا وحاولت كثير من الدول في منطقتنا أن تستفيد من التجارب الغربية ولكنها فشلت، بالعكس ربما أتت نتائج التجارب أو التقليد بنتائج عكسية على تلك الدول.

السؤال الخامس:

في شهر كانون الثاني من العام الماضي، أعلنت سورية انضمامها إلى مبادرة “الحزام والطريق”، نحن نعلم أن سورية هي إحدى الدول المهمة جداً على طريق الحرير القديم، ما تقييمكم لأهمية المبادرة للتنمية العالمية؟

الرئيس الأسد:

لا نستطيع أن نفصل مبادرة الحزام والطريق عن المبادرات الأخرى التي طرحها الرئيس شي جين بينغ، مبادرة الحضارة العالمية والتنمية العالمية والأمن العالمي، لأنه لا يمكن أن تكون هناك تنمية من دون أمن، ولا يمكن أن تكون هناك تنمية وأمن إن لم نحافظ على الجوانب الحضارية والأخلاقية والثقافية في العلاقات بين الدول، لا يمكن أن تكون التنمية تعني أن تسحقي هوية دولة أخرى هذا مستحيل، فلذلك أنا لا أقول بأن هذه المبادرة الآن هي مبادرة صينية، أقول بأنها أصبحت مبادرة عالمية، الحزام والطريق هو التطبيق الأهم بالنسبة لهذه المبادرة الآن، ولكن لا بد من البحث عن مؤسسات تقوم بهذا الجانب وتتفاعل مع المؤسسات الأخرى، كل هذه المبادرات مع المؤسسات تشكل شبكة لكي تتحول إلى تطبيق واقع على مستوى العالم.

السؤال السادس:

كانت سورية واحدة من أغنى الدول وأكثرها استقراراً في الشرق الأوسط، وهناك أبيات شعرية عربية يعرفها كثير من الصينيين تقول: “إن تكُن جنّة الخلود بأرضٍ فدمشق ولا تكون سواها أوْ تَكُنْ في السماء فهي عليها”، ولكن الآن وبعد أكثر من عشر سنوات من الحرب، لم تعان سورية الحرب والركود الاقتصادي فحسب، بل يمكن وصفها بأنها مدمرة، والشعب عانى من الخسائر والصدمات الكثيرة، كيف تقيّمون الوضع الحالي في سورية؟ والسؤال الأهم هو: هل انتهت الحرب؟

الرئيس الأسد:

في هذه الزيارة استثمرنا هذا الدور الكبير الذي لعبته الصين خلال السنوات العشر الماضية مع التطور الاقتصادي، مع المبادرات السياسية والتنموية، مع دور الرئيس شي جين بينغ لكي نصل إلى زيارة أستطيع أن نقول بأنها مثمرة إلى درجة كبيرة، وأعتقد بأنها كانت زيارة ناجحة بشكل حقيقي وفعلي بكل المعايير.

المذيعة:

شكراً جزيلاً على قبول مقابلتنا، ونشكركم على مشاركة تجاربكم ومشاعركم وخاصة أفكاركم معنا، كما نأمل أن يزهر الورد في كافة أنحاء دمشق في أقرب وقت ممكن، ليعم السلام في سورية، شكراً لكم.

الرئيس الأسد:

شكراً لك على هذه الفرصة المهمة لمخاطبة الشعب الصيني عبر قناتكم وعبر برنامجكم، وأريد أن أهنئ الشعب الصيني بكل ما تحقق عبر العقود الماضية وأثبت بأنه شعب عظيم، ليس بالكلام وإنما بالفعل ونتمنى أن نرى الصين تحقق طموحاتها على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي التي هي طموحات معظم دول العالم اليوم، شكراً لك على هذا اللقاء.