عبقرية المكان بقلم د.سحر أحمد علي الحاره

عبقرية المكان
*******
دمعتان أغرقتا المكان !!
وهاج الكون وماج ..واستغاثت ذوات اللؤلؤ والعاج .
وتصيح هداهد من على قمم صنين، والمقطم، واوراس،والعرب، والجليل ، والشيخ ،..وجبال هنا وهنالك تجتمع إلى منبرها قاسيون .. ماذا جرى ؟!
تصيح وتصيح: إنه فينيق ينبعث من نفسه لتوه ..يقسم أنه لن يلد نفسه ثانية حتى تلد سورية نفسها – وإلى الأبد !!
إنه فينيق يحمل ومضات التاريخ منذ البدء “الحضاري الكوني ” يرمم بها جغرافية الشمس الجريحه “سوريا”
فإلى هنالك حيث الصدى ينادي على جلجامش وهانيبال وزينب تدمر – ولكن من ذلك يحرس اجتماعهم ؟!
وينتشرون .. جلحامش ينتصر على وحش الحضارة – هانيبال ينتصر على وحش العالم – زنوبيا تنتصر على وحش التعصب والتأله وتنادي بالعولمة – تنادي من بيت “ايل” معبد “بيل” الذي حاول الوحش تخريبه ما وسعه حسد وحقد !!
ويمد المنبعث من ذاته جناحيه .. ذلك الفينيق في الأعالي ويأتيه من ” بين التهرين” رفد – وببرق البصر يأتيه من كنان ” كنعان ” النيل رفد –
انظروا . انه بهما يحلق ..وبقوة حب “ايل” يجتاح فينيق نفسه ، وإلى الأبد يرمس رمسه !!
ولكن ألا ترون .. إنه الغلس يلد فجره ، يحزم أمره ، ويكون صباح !!
فعمي أيتها الأم الحب –
“سوريانا ” ..ذلك الصباح !؟