متابعة: هناء صالح
شاب حالم طموح وشغوف بعمله متمرس بأكثر من علم لقاءنا اليوم مع الاستاذ المهندس مصطفى حمدو اهلا ومرحبا بك…
– من خلال مسيرتك المهنية والعلمية الغنية لابد من معرفة البيئة التي ترعرعت ونشأت بها ودورها بصقل شخصيتك ؟
نشأت في قرية المغاره الوادعه الجميله في قرى جبل الزاوية بريف ادلب المصنف بيئيا هو وجباتا الزيت بالجولان والتي تتميز بهوائها النقي حتى أن الاطباء ينصحون كل مريض بالذهاب للجبل لأجل الاستشفاء حيث الهواء العليل والشمس الدافئه وحسب قول أحد الحكماء الماء جيد والهواء افضل ولا شيئ يضاهي النور وقد كان اطباء الرومان ينصحون مرضاهم النفسيين والجسديين بالذهاب للطبيعه والمشي حافيا ويقول الامبراطور غاليان الطبيعه افضل صديق .
فنشانا في هذه الجبال والطبيعه وبين كروم العنب واشجار الزيتون والكرز والجوز واللوز فكان الدماغ متقد ذكاء و الجسم نشيط وعشقنا البراري.
عشقت الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلم الاحياء وأنا بمرحلة التعليم الأساسي .
بدأت اقرا كتب طبيه بعام ١٩٨٥م وامارس رياضة الجري اضافة للعب كرة القدم والمشي بالحقول وجمعت حولي شباب القرية المميزين بالثقافه والشهادات والحياة الاجتماعيه والمرح والضحك لنمارس رياضة الجري للقرى المجاوره وكان لذلك أثر على صحتنا ليزيد هرمون الاندروفين ويعود بالفائدة على مناعتنا وجسمنا وجلدنا ودماغنا فالعقل السليم في الجسم السليم كما يقول هوميروس.
بدأت مبكرا بتدريس مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء بعد نيلي الشهادة الاعدادية واحببت التعليم فهو مهنة الانبياء كما قال محمد صلى الله عليه وسلم انما بعثت معلما وبعد نيلي شهادة الثانويه العامه الفرع العلمي وكنت الاول بالقريه قررت دخول الشريعه رغم انه يحق لي المفاضله على الطب ورفض والدي رحمه الله وكان الخلاف الاول والاخير معه وهو المشجع الأول لي لا يرد لي طلب خاصة بما يتعلق بالهوايات . رضخت لطلبه ودخلت هندسه ميكانيك بمدينة حلب العريقة و امضيت اربع سنوات بجوامعها الذاخره بالعلماء وبدات اقتناء كتب دين وطب واولها خلق المسلم لمحمد الغزالي الذي علمني روح الدين وليس التدين وطقوس العباده لانهل من علومها وجوامعها وعلمائها وحلب بلد عريق يجمع بين الحضاره والمال والاقتصاد والتاريخ وايضا بلد الكرم والاكلات اللذيذة. في عام ١٩٩٦م اخترت دمشق لتكون المسكن والمأوى والعشق بعد أن فشلت مساعي للذهاب لبلاد الاغتراب وهي للحب والعمل فالشام شامة حسن الكون بسمتها الياسمين ويبقى عشقها بردى لتنطلق مسيرتي المهنية
بدأت بالتدريس وعشق العمل بالتعليم للمواد العلميه مع إضافة المعلومات الغذائيه والطبيه والعلميه وحتى الدينيه لطلابي مع اطغاء جو المرح والمزح معهم فكانوا يعشقون المواد الصعبه ومازلت مع التعليم امارس الرياضه مع فرق او نوادي ورحل وايضا متابعة مطالعاتي الدينيه والتغذويه والطب الوقائي.
انتسبت لفريق جوالة سوريا والفينيق للعودة للطبيعه كما كنا بادلب بجبال سوريا ووديانها لتكون مهمه رياضيه وتعريفيه بهذه المناطق السوريه الجميله وتفرغت لتجهيز المعاهد والروضات ومتابعة الطلاب بنصائح علميه وتغذويه وحسب الساعه البيولوجيه ليستثمروا وقتهم وينظموه ويطوروا الدماغ ويحققوا نتائج.
ومن اللحظات الجميله بمسيرتي بداية ظهوري على قنوات التلفزيون منذ عام ٢٠١٨ لنشر بعض ماتعلمته من علوم فلايجوز كتم العلم والحكمه ضالة المؤمن ولايهمه من اي وعاء خرجت ولمن فيكفي قول رسول الله ( ص) لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه لان يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم .
في عام ٢٠١٣م استلمت تعليم طلاب الايواء بسبع مراكز بالزاهره الجديده والقديمه
كما ساهمت في عودة الطلاب المسربين من المدارس وعودتهم للمدارس
ولاهتمام ضيفنا بالطاقة الأيجابية وضرورة تفعيلها ونشرها بالمجتمع يقول :
إن لبث الطاقه الايجابيه أهمية بنفوس الناس لان ابن سينا يقول
الطمأنينه نصف الدواء والوهم نصف الداء والصبر اول طريق الشفاء
ويقول وولش عرفت البشريه الف نوع من المرض اغلبها عامل نفسي
ويقول اليوغييون من كان ضعيف الجسم ومريض فانه لايفيد البشريه والرومان يقولون الثروه العظمى هي الصحه
ويقول اريغرون الحياة في الصحه لافي الوجود
كل تلك الأقوال كان لها أثر إيجابي على نفسي وأترك الأثر الطيب حولي خاصة بعد معرفتي بأحد الأشخاص من مدينة السويداء الذي نصحني بالتخييم فانتسبت لفريق الجوال والفينيق فالتخييم طاقة ورياضة والطبيعة أفضل طبيب حيث خيمنا بمعظم الجبال السورية بالساحل والقلمون للحصول على طاقة إيجابية إضافة للحمام البارد والمشي حافيا على التراب والتنفس لتفريغ الطاقة وفتح شاكرات الجسم . كان معظم المشاركين بالتخييم والكشافة من الأطباء والأدباء والمثقفين .
وعن الصعوبات التي واجهت الأستاذ مصطفى حدثنا قائلا:
اعتماد الطالب على الأسئلة المتوقعة وكان ذلك متعب لي لخلايا الدماغ مثل العضلات يجب تدريبها لتكون قوية .
كان الطالب يشغل نفسه بالدراسة دون إعطاء مساحة للرياضة الروحية والجسدية فكنت أنصحه بالتنسيق مبين الدراسة والرياضة والغذاء الصحي والابتعاد عن التدخين .
وعن تحقيق احلامه الاستاذ مصطفى يقول:
أغلب أحلامي تحققت والحلم الذي يراودني هو أن أنال شهادة الدكتوراه بالتغذية إضافة للعمل بالمدارس الخاصة مع الاستمرار بنفس النهج .
ونصيحته للشباب السوري
الشباب السوري فعال ونشيط وطيب أنصحه بنبذ الطائفية والتي هي مقبرة الأوطان وتشويه الأديان وسورية حية لا تموت ولو مرضت ستتعافى بإذن الله . الثقافة والعلم والعمل أهم شيئ للشباب والبلدان.عليهم القراءة والاطلاع وتقبل الرأي الآخر وهدفنا نحن السوريين بناء الوطن والإنسان ولايتحقق ذلك إلا بالعلم والأمل والعمل وحسب ما تقوله الحكمة الهندية: نحن كل يوم نولد من جديد ونفكر بما نفعله اليوم وننسى ماكنا نفعله بالأمس.
ولأن الإنسان أساس المجتمع من الواجب تأهيله والعمل عليه.
وبالختام وجه ضيفنا نصيحته بقوله:
عليكم بالقراءة و الرياضة والعبادة مع مساعدة الناس فأنا أؤمن بالتشاركية لبناء مجتمع قوي متماسك.
كل الشكر للاستاذ المهندس مصطفى حمدو مع تمنياتنا باستمراره بما بدأه بنشر كافة العلوم لتعود بالفائدة على المجتمع.
هؤلاء هم السوريين أبناء حضارة وعراقة يسيرون على خطا أجدادهم ليثبتو للعالم أنهم أصحاب أثر طيب وبصمة ثابتة لاتمحى عبر الزمان.