ببداياتها العريقة ودورها الوطني وآفاقها المستقبلية الصحافة العراقية في عيدها الوطني تحتفي بفرسان معركة الحقيقة.
بكل ما يتمتع به من مكانة مرموقة وحضور لافت واهتمام نقابي ورسمي واسع، ازدهى العيد الوطني للصحافة العراقية هذا العام بنكهة خاصة وفعاليات متنوعة ازدانت بها بغداد وكامل المحافظات العراقية، حاضرةً إليها حاملةً الوان التراث الإبداع وإرث الصحافة العراقية وحاضرها الفاعل في مناسبة تؤرخ لبداية مهمة في تاريخ العراق مناسبة العيد الوطني للصحافة العراقية المصادف للخامس عشر من حزيران من كل عام حيث نبتت في عام1869 شجرة مثمرة اسمها صحيفة الزوراء لتتحمل بعدها الصحافة العراقية المسؤولية الكبيرة وتمارس الدور الهام في الأوقات العصيبة ولترفع وتثري مناسيب الثقافة في العراق والمنطقة.
ولان التأثير الأهم للصحافة يبقى في الأحداث والمنعطفات السياسية والتاريخية والوطنية أولت نقابة الصحفيين العراقيين برئاسة نقيبها ونقيب الصحفيين العرب مؤيد اللامي كل الاهتمام والعناية للاحتفاء بالعيد الوطني لصحافة العراقية.
احتفال مركزي كبير ومجموعة من المعارض والنشاطات والفعاليات التراثية والفنية والمسرحية دعت إلبها نقابة الصحفيين العراقيين رؤساء النقابات والجمعيات العربية وعدداً من أعضاء المكاتب التنفيذية وشخصيات وزارية ومدراء ورؤساء تحرير وسائل إعلامية عربية وعالمية عريقة إضافة إلى وفد الاتحاد الدولي للصحفيين.
وتحت شعار “الصحفيون العراقيون ألقُ الحرية وإلهامٌ للبناء” وبرعاية السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أقامت نقابة الصحفيين العراقيين احتفالاً مركزياً يوم الأحد المصادف للثلاثين من حزيران لعام ٢٠٢٤ في فندق الرشيد بغداد توافدت إليه وفود صحفية وشخصيات وزارية وإعلامية مرموقة من خمسين دولة عربية واجنبية.
وبعد ترحيبه بضيوف العراق بلاد الرافدين وفي بغداد دار السلام من الأشقاء والأصدقاء تحدث رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني عن أهمية هذه الذكرى التي تشكل بداية مهمة في تاريخ العراق حيث خرجت إلى النور صحيفة الزوراء التي مارست دوراً مهماً في بث حالة الوعي لدى المواطنين في الأوقات العصيبة وقدمت محطات إبداعية هامة في الشعر والفنون المختلفة وكانت الأقرب إلى هموم الناس وحملت على كاهلها مسؤولية الدفاع عن العراق والإسهام في بنائه واستقراره واكد السوداني حرص الحكومة العراقية على توفير السبل والبيئة الآمنة للعمل الصحفي وإقرار حق الحصول على المعلومة وسن التشريعات والقوانين والتوجيهات التي تحصن الصحفيين وتحقق امنهم المهني وتفسح في المجال لتطوير الأداء نحو صحافة حرة مهنية وطنية، واستذكر السيد رئيس الوزراء الدور الوطني الكبير للصحفيين وثمن بطولاتهم وتضحياتهم وترحم على أرواح شهداء الحقيقة والكلمة الحرة في العراق وفي غزة المقاومة.
والقى السيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب كلمة هنأ من خلالها الصحفيين والصحفيات بالعيد الوطني للصحافة العراقية موجهاً التحية لأرواح شهداء الصحافة في العراق وشهداء العدوا الإسرائيلي الغاشم على غزة مؤكداً التصميم على متابعة الخطوات التي يقوم بها اتحاد الصحفيين العرب لدعم اشقائنا في غزة والذهاب إلى المحاكم الدولية وتسجيل شكاوى ورسائل شديدة اللهجة ضد جرائم الاحتلال والمطالبة بضرورة محاسبة قتلة الصحفيين وعدم إفلاتهم من العقاب وتوقف اللامي عند محطات ناصعة من تاريخ الصحافة العراقية كانت الابرز والأكثر تاثيراً في فكر الناس عبر الكلمة الحرة والموقف الوطني الساعي إلى وحدة العراق واستقراره ودعم تقدمه في جميع المجالات واستعرض اللامي العديد من الخطوات التي حققتها النقابة بمساندة ودعم الحكومة العراقية والتي كان من شانها الارتقاء بواقع الصحفيين وتقديم التسهيلات والخدمات العلاجية والطبية لهم مؤكداً أهمية قانون تقاعد الصحفيين الشامل الذي اعدته النقابة والذي يحتاج اليوم إلى دعم من البرلمان العراقي.
السيد محسن المندلاوي رئيس مجلس النواب العراقي بالإنابة أكد على أهمية دور الصحفيين لأنهم من النخب الوطنية الواعية ذات التأثير في المجتمع وثمن مواقفهم المشرفة ومساهماتهم في بناء العراق الجديد والوقوف بوجه كل محاولات بث الفرقة وتسمسيم الأجواء حيث كان لهم الدور البارز في التصدي بكل شجاعة لتنظيم داعش الإرهابي ودفاعهم بالقلم والكاميرا والكلمة الصادقة عن وطنهم. السيد انطونيو بيلانجي الأمين لعام للاتحاد الدولي للصحفيين هنأ في كلمته الصحفيين العراقيين بعيدهم ونوه بالجهد الكبير المبذول للاحتفاء بالعيد الوطني للصحافة العراقية وقال إن الاتحاد الدولي للصحفيين استطاع ان يحقق عملاً نوعياً مشتركاً مع اتحاد الصحفيين العرب عبر اتفاقية تعاون جديدة بين المؤسيتين بهدف تعزيز الدور والعمل النقابي داعياً النقابات والجمعيات والاتحادات المجتمعة في بغداد إلى ضرورة توحيد الجهود المتواصلة لدعم الصحفيين الفلسطينين الذين يواجهون القتل والاستهداف على مدى تسعة اشهر في غزة وضرورة إجراء التحقيقات في حالات استهداف الصحفيين بالقتل والإبادة.
وتم عرض فيلم قصير عن معاناة الصحفيين الفلسطينيين الذين يستمرون بواجبهم المهني والوطني رغم العدوان والإبادة والفقد والتهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة في غزة. وتم تقديم درع الصحافة الذي يحمل خارطة العراق للصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح الذي وجه كلمة مسجلة “نظراً لعدم تمكنه من الحضور” استعرض من خلالها جوانب من يوميات الصحفي الفلسطيني الذي يسطر أروع البطولات في سبيل نقل حقائق الإبادة الجماعية المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي للأبرياء في غزة وطالب بدعم حملة “قتل الصحفيين جريمة”.
وقام السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء العراقي والسيد مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين ورئيس اتحاد الصحفيين العرب بتكريم عدد من جرحى الصحافة العراقية تقديراً لدورهم الوطني البارز وبطولاتهم وتضحياتهم، وتضمن الحفل عرضاً موسيقياً غنائياً قدمته الفرقة الوطنية للتراث الموسيقى العراقي إضافة إلى توزيع العدد الخاص من صحيفة الزوراء العراقية الذي اصدرته نقابة الصحفيين العراقيين بهذه المناسبة.
وكانت نقابة الصحفيين العراقيين قد نظمت العديد من اللقاءات والاحتفالات والفعاليات على مدى ثلاثة أيام في مقر النقابة وفي حديقة ابو النواس على شواطئ دجلة شاركت فيها فروع النقابات الصحفية من المحافظات العراقية عبر تقديم فقرات تراثية من الموروث الفكري والفني العريق إضافة إلى العروض المسرحية ومعارض الفن التشكيلي والكتب والصحف والإصدارات من مختلف المناطق العراقية، وقد تميزت ايام العيد الوطني للصحافة العراقية بالحضور الجماهيري الكبير في بغداد عاصمة العلم والثقافة والفن.