الدكتور أحمد عبد الناصر زين و رحلة جديدة لأروع قصص النجاح

متابعة: هناء صالح

شاب طموح حالم أثبت بصمته وخصوصيته ليترك أثرا مميزا بمحيط ومجتمعه، الدكتور أحمد عبد الناصر زين مرحبا بك لنتعرف بالبداية على مسيرتك العلمية والمهنية ونشأتك.
ولدت في احدى بلدات الغوطة الشرقية وهي بلدة حمورية المشهورة بأشجار الفواكه المتنوعة والخضرة وموقعها الاستراتيجي ودخلت الابتدائية بمدرسة محمود الزريع ثم انتقلت الى المرحلة الاعدادية بمدرسة حمورة للبنين وبعدها درست الثانوية في ثانوية الغوطة الشرقية وحصلت على شهادة الثانوية ودرست في كلية الاقتصاد جامعة دمشق قسم المحاسبة وتخرجت في عام ٢٠٠٦م وبعدها عملت في عدة شركات للمحاسبة ولكن موضوع التدريس كان يستهويني منذ صغري واعشق مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء لذلك كانت تجربتي الاولى في التدريس في معهد الاوائل في سقبا ثم قمت بالتدريس في مدارس البلدة و بعدها انتقلت لأدرس في معهد رسالتي حتى انتقالي لمدينة دمشق لاستلم مشرف ومدرس في معهد الفيحاء وبعدها قمت بالتدريس في العديد من المدارس الخاصة والمعاهد في دمشق لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء حتى وصولي الى الاشراف العلمي على هذه المواد.
حصلت على شهادات عدة : اجازة جامعية في المحاسبة من كلية الاقتصاد جامعة دمشق ، شهادة ماجستير ودكتوراه في الاقتصاد ، دكتوراه في التنمية البشرية ، اجازة في القرآن الكريم قراءة وترتيل ، شهادة Cib العالمية الصادرة عن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية في العالم ،شهادي icdl ! واكسل واوفيس وعدة شهادات لمهارات قيادة الحاسب ولغات البرمجة ، شهادات في البرامج المحاسبية الرشيد والامين والاداري والبسيط ،شهادة التوفل في سلسلة new headway. البريطانية ، شهادة شيف من نادي الطهاة ، شهادة من رابطة الشعراء العرب ، شهادة خبير دولي في التنمية البشرية ،شهادة من المعهد الموسيقي العربي بالعزف والمقامات ، شهادة في الخط العربي من اتحاد الخطاطين اضافة الى شهادة نوبل في الخط صادرة عن موقع مبدعون وفنانون الدولي ، شهادات مشاركة في مؤتمرات للتنمية البشرية ، شهادة محاسب قانوني وانتساب الى جمعية المحاسبين القانونيين ونقابة المهن المحاسبية في سوريا ، اضافة للعديد من بطاقات الانتساب الى الكثير من النوادي والجمعيات والمعاهد السورية.
– من خلال مسيرتك كما يقال قطفت من كل بستان زهرة فتارة نجدك المدرب وتارة المخترع ثم الباحث الموسيقي والكثير من الاختصاصات
كيف استطعت التمكن من كل ذلك وانت بعمر الشباب؟
بسبب التصميم والطموح الكبير الذي احمله بداخلي منذ ان كنت طفلا وحاولت دائما الاستفادة من تجارب الاخرين وقرأت الكثير من الكتب وتابعت الكثير من الاخبار وكانت عائلتي ذات مستوى تعليمي ممتاز وتشجع على العلم والطموح فصممت على الوصول الى هدفي الذي احلم به واخذت بكل العوامل وتوكلت على الله الذي كان معي بكل خطوة من خطوات حياتي حتى وصلت الى ما وصلت اليه من علم وشهادات وخبرات وتجارب.
– انت مخترع ومصمم لدى مركز المخترعين ماهي إنجازاتك بهذا المجال؟
أنا معجب بالكثير من الاختراعات والمخترعين منذ صغري وركزت على التصاميم للمخترعات اكثر من العملي واحاول الان من خلال الذكاء الصناعي الوصول الى عدة اشياء واختراعات من خلال قواعد بيانات تساعد الشركات على تسهيل اعمالها.
-هل من صعوبات وتحديات واجهتك ، ومن كان الداعم الأساسي لك؟
واجهتني الكثير منها سواء المادية او الاجتماعية او الاسرية حيث عملت منذ صغري في عدة مهن وتعلمتها بشغف لاحقق ما اريد اضافة الى الكثير من المجالات والهوايات والثقافات التي لا يتقبلها مجتمعي المحلي كالموسيقا والباليه وغيرها اضافة الى تكلفة الدورات المادية وكان والدي هو الداعم الاساسي لي منذ صغري.
– ما الاختصاصات الأقرب إليك؟
مجال التنمية البشرية والموسيقا والتراث وعملي كباحث اجتماعي حيث اجد نفسي فرحا وسعيدا عندما اتكلم في هذه المجالات لانني احس انني اعبر عما احمله من ثقافات بداخلي ولان مجالها يشمل الفرد والمجتمع في كل العصور.
– حتى أنك خضت تجربة التقديم البرامجي كيف وجدت نفسك؟
تجربة التقديم البرامجي كانت تجربة بسيطة لي بدعم من أصدقائي المعدين في التلفزيون حيث قمت بإعداد محاور لعدة حلقات ثقافية وتربوية لطلاب لي او اصدقاء في مجال العمل ولديهم خبرة في مجال التربية واعتبره عملا ناجحا لي بسبب ثقافتي الواسعة في هذا المجال.
– بمن تأثرت من الأشخاص؟
اولا من محيط العائلة هو جدي الشاعر الكبير الاستاذ أحمد اسماعيل زين الذي اشتهر بثقافته الواسعة ودخوله في تأليف الشعر باللهجة العامية وسفره لعدة دول وعمله في مجال التسويق للخضار والارض ومحبته للنظافة والتنسيق البستاني وانا لي الشرف الكبير بالتأثر بهذا الرجل العظيم الذي اذهل الالمان بفترة السبعينات بثقافته الواسعة اما تأثري العام في مجال الشعر فقد جذبني شعر المتنبي واحمد شوقي وفي الخط العربي الخطاط السوري الكبير عثمان طه والعراقي محمد هاشم البغدادي.
– كما نعلم بناء الإنسان مهمة شاقة وقد أخذت على عاتقك تلك المهمة من خلال عملك بمؤسسة الصدارة والرسالة لنتحدث عن تلك الرسالة التي تحملها لتلك المؤسسة؟
عندما اعمل في مؤسسة واحس بإنتمائي الكامل لهذه المؤسسة من راحة نفسية واخلاص وعمل فإنني اقدم كل الولاء لهذه المؤسسة وخاصة عندما اجد البيئة الخصبة والمشجعة والمحفزة للتعليم لذلك قمت بإستلام الاشراف العلمي العام لهاتين المؤسستين ايمانا مني بأهمية العلم في الغوطة الشرقية واحساسا مني بأداء الرسالة الراقية لابناء منطقتي.
– من خلال عملك كموجه تربوي بالاختصاصات العلمية فيزياء وكيمياء والرياضيات ما الصعوبات التي تواجه طلابنا ومدرسينا برايك؟
هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه مدرسينا وطلابنا: فاليوم نتيجة تعقد الحياة بكافة جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية نجد ان المدرس اليوم بسبب اعباء العمل يلقى على عاتقه مسؤولية مضاعفة وهي الامانة التي يحملها من اجل الصعود بهذا الجيل الى اعلى المستويات العلمية وان يتابع طلابه بشكل كامل ولو على حساب مسؤولياته التي لا ترحم وهذه من اكبر الصعوبات التي تواجه المدرس اضافة الى تكاليف المواصلات للتنقل وتكاليف الوسائل التعليمية اما بالنسبة للطالب ايضا موضوع الاقساط المدرسية وتكلفة الدورات اضافة الى تنظيم الوقت من اجل التحصيل العلمي مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي والالعاب الالكترونية وعدم الانشغال بها عن الدروس.
– لم تكتفي بالمواد العلمية بل كتبت الشعر وكنت خطاط بارع أخبرنا عن تلك التجربة ؟
منذ مراحل دراستي الاولى لاحظ الاهل والمدرسين انجذابي للخط واهتمامي به في المراحل الابتدائية حتى الثانوية وظهر ذلك جليا عندما كنت في الصف السادس حيث جذبني الخطاط السوري الكبير العملاق عثمان طه هذا الخطاط الذي قام بتخطيط القرآن على الكعبة وحصل على جائزة الجمهورية وعدة جوائز في الخط وقمت بإحضار كتاب الخط العربي للخطاط محمد هاشم البغدادي وتعلمت الرقعة والنسخ والديواني والفارسي والجلى ديواني حتى في مرحلة الثالث الثانوي العلمي كان الاساتذة في المدارس يعتمدون علي في كتابة الاسئلة على الالواح بسبب براعتي وسرعتي في خط الرقعة وبعد تخرجي من الجامعة شاركت بعدة معارض محلية في الخط ولدي بعض المخطوطات في الارشيف التي احتفظ بها. بالنسبة لكتابة الشعر : ظهرت هذه الموهبة لي منذ ان كنت في المرحلة الثانوية فقد تأثرت بشعر العديد من الشعراء وخاصة المتنبي وقصائد احمد شوقي الصوفية في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم و بدأت كتابة الشعر العمودي و تعلم بحور الشعر ومن شعراء العصر الحديث الذين تأثرت بهم هو شاعر الشباب المبدع احمد رامي الذي كرس حياته لكتابة شعر ام كلثوم فشدت بأجمل قصائده وحفظت جزءا كبيرا من ديوانه ولي بعض القصائد المكتوبة التي كتبتها واكثرها غزلية واكثر قصيدة احبها هي قصيدتي لرثاء ام كلثوم ولا زلت في اوقات فراغي اكتب بعض الابيات عن الواقع الاجتماعي.
– بالنسبة لمجال الموسيقا لو تحدثنا عن حبك واهتمامك بها؟
بدأت هوايتي في الموسيقا بالظهور منذ ان كنت في الصف السادس حيث كنت استمع الى الاغاني التي كان والدي يستمع اليها عند ذهابي معه الى مشتلنا حيث كنا نستمع لاغاني فيروز وام كلثوم وعبد الوهاب وفريد واسمهان ونصري شمس الدين ووديع الصافي ومحمد العزبي ولكن من كل هؤلاء المطربين جذبني المطربة العملاقة التي تأثرت بها وبصوتها وهي كوكب الشرق ام كلثوم التي اعتبرها قدوتي في الغناء وتأثري في مجال التلحين بموسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب وبعدها تأثرت بالملحن السوري صفوان بهلوان ….. درست علم المقامات ونشأت عندي موهبة فريدة وهي قيامي بعزف الاغنية بحركات بفمي وحفظت الكثير من الاغاني لذلك ظهرت عندي موهبة الاهتمام بالموسيقا العربية وتاريخها ورموزها وقرأت الكثير من الكتب الموسيقية لكبار اعلام الموسيقى في الوطن العربي وتأثرت بكتب الباحث الموسيقي صميم الشريف وقدمت العديد من اللقاءات التلفزيونية عن الموسيقا في سوريا والوطن العربي وتعلمت العزف على التي العود والبزق عند استاذي الكبير ابراهيم داوود واحاول الآن تأليف كتاب في الموسيقا لجمع التراث السوري والتحدث غن دور السوريين في التدوين الموسيقي وانطلاقه من سوريا الى العالم.
– هل شاركت بمعارض أو أمسيات شعرية أو أصدرت كتب؟
شاركت في معارض الفنون في المدارس التطبيقية في الخط والشعر مع الالقاء ولي كتيبين صغيرين جمعت فيهما مخطوطاتي وبعض القصائد التي كتبتها واحاول في الايام القادمة ان اعمل على تأليف كتاب عن الخط العربي ومخطوطاتي وسيصدر قريبا عن دار النشر بأذن الله.
– لكل إنسان حلم هل حققت حلمك أو شيئ منه؟
برأيي الانسان الطموح لا يشبع ابدا ولا يقف عند حد معين من الابداع ولكن بالنسبة لحلمي العلمي والمهني فقد اكرمني الله عز وجل بتحقيق حلمي العلمي فقد حصلت على الدكتوراه في الاقتصاد بالمحاسبة وعلى دكتوراه في التنمية البشرية والآن حصلت على الماجستير في المصارف الاسلامية لانال في العام القادم شهادة الدكتوراه الثالثة في المصارف الاسلامية وهذا هو حلمي العلمي اضافة للعديد والكثير من الشهادات التي حصلت عليها اما في المجال المهني فكان عملي الاساسي هو تنسيق الزهور والحدائق وهي مهنة الوالد والعائلة التي تعلمتها منذ صغري بعملي في مشتلنا ومشاركتي في معارض الزهور المحلية اضافة الى عملي في المجال الذي احبه وهو عالم الكهرباء والتمديد المنزلي حيث تعلمت هذه المهنة وعملت بها لسنوات.
– كيف ترى الشباب السوري اليوم وماذا تنصحه؟
فئة الشباب هي الفئة الاهم في المجتمع والمعول عليها بناء المجتمع فلا يتقدم مجتمع الا بتقدم شبابه واليوم بعد الحرب الطويلة التي تعرضت لها سوريا ورغم كل الصعوبات التي تواجه الشباب السوريين استطاعوا ان يواجها كل هذه التحديات بعزم وصلابة واصرار على الطموح لذلك انصح فئة الشباب السوريين في هذه الفترة التسلح بالوعي وعدم التأثر والانجرار وراء ثقافات الغرب وما يصورونه للعالم على انه رفاهية وعدم التأثر بمظاهر العولمة والبناء من اجل المستقبل من اجل الوصول الى الهدف المنشود وهو تماسك الشباب لهدف واحد وهو بناء المجتمع اقتصاديا وثقافيا ومهنيا.
– ماذا بعد ذلك وما مشاريعكم المستقبلية؟
اثنان لايشبعان واحدهما طالب العلم فالعلم والثقافة لا يقف عند حد معين وانا بالنسبة لي كمشروع مستقبلي احاول مع زملائي تأسيس مؤسسة تربوية تعليمية ثقافية متكاملة نمارس فيها كل ما تعلمناه من مواهب وعلوم وثقافات ومهن لنرقى بطموحنا ونعزز شعور الانتماء لبلدنا وهويتنا.
– كلمة أخيرة
الطموح والتفوق والنجاح والابداع لا تعرف عمر او زمان او مكان فمن يعمل منذ صغره على استثمار وقته ومحيطه وظروفه ويواجه الصعوبات بحكمة يستطيع ان يحقق ليس فقط مايطمح اليه بل اكثر بكثير مما يطمح اليه لذلك اوجه نصيحة الى كل انسان طامح طموح علمي او مهني الا يتخلى عن طموحه وان يبذل كل جهد في سبيل الوصول اليه ومن خلال تجاربي فإن من يولد وبفمه ملعقة من ذهب لن يصل الى هدف لان الابداع يولد من رحم المعاناة فما شاهدناه من علماء وفلاسفة ومبدعين ومخترعين على مدى التاريخ لم يصلوا الى ما وصلوا اليه الا من خلال الالم والفقد والجهد والتعب ….
كل الشكر للدكتور أحمد زين على حديثه الممتع برحلته الغنية والتي هي فخر لكل سوري وعلى الأجيال القادمة أن تتخذ هؤلاء قدوة يسيروا على نهجها ليكونوا قادرين على بناء مستقبل مشرق ومنير لبناء سورية الحديثة سورية التاريخ والحضارة التي أطلقت الأبجدية الأولى من أوغاريت.