حوار: هناء صالح
حملت الوطن داخلها ، غادرته ولم يغادرها ، لتعود إليه محققة حلمها بدعم الشباب السوري ، وخلق فرص عمل لهم بكافة المجالات ، من خلال تأسيسها مركز الأعمال الوطني بدمشق ، إنها الدكتورة فريال رسلان المرأة السورية التي أثبتت قدرتها وإرادتها رغم الظروف الصعبة ، فلم يكن طريقها مفروش بالورود ، لكن زرعته ورودا تنشر شذاها ، هي ابنة حص العدية ، أول نقيبة للمعلمين ، أخذتنا رحلة جميلة بحديثها عن مسيرتها الغنية وحلمها بتأسيس المركز، مرحبا بك دكتورة ولنبدأ من مركز الأعمال الوطني وتأسيسه والهدف منه ، ولنقف عند اسمه أولا ؟
عندما تحتلك مساحة الوطن فتغزوا عقلك وقلبك وأحاسيسك فمن الطبيعي أن تكون كلمة الوطن في مقدمة كل الكلمات ، فلا إسم يتقدم عن الوطن لذا كان اختياري لاسم أكبر وأسمى من أي اسم آخر وهو مركز الأعمال الوطني ،
افتتح في ال٢٠١٥ ،استراتيجيته
١. تشارك _ تكامل_ رقي .
٢. التدريب حاجة وليس ترف .
٣. هدفنا الانسان السوري .
– أنت من النساء المناضلات منذ نعومة أظافرك وتنقلت بعدة مناصب أخبرينا عن مسرتك العلمية والعملية ؟
المسؤوليات التي كلفت بها :
١. رئيسة هيئة مرشدات سورية
٢.مديرة ثانوية وقد شاركت في عشر مخيمات ومؤتمرات عالمية
٣. نقيب معلمي دمشق .
٤. عضو مكتب تنفيذي لنقابة المعلمين وقد شاركت في مؤتمرات النقابة واتحاد المعلمين العرب .
٥. نقيب معلمي سورية
ثم بدأت بالعمل الخاص:
١. افتتاح المؤسسة التربوية والعلاقات العامة .
٢. الانضمام لغرفة تجارة دمشق .
٣. الانضمام للجنة سيدات اعمال غرفة تجارة دمشق .
٤. عضو معتمد في مدرسة الإعداد الحزبي بريف دمشق .
نلت عدة شهادات وهي :
١. دبلوم تربية رياضية .
٢. اجازة آداب قسم الدراسات التاريخية .
٣. دبلوم تأهيل تربوي .
٤. ماجستير طرق التدريس .
٥. دكتوراه في إدارة الاعمال الدولية .
كان هدفي دائماً الدعم والتنفيذ والتركيز على الإبداع
من خلال لقائي مع كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي في ريف دمشق .
وبالرغم من كل انشغالي لم أهمل عائلتي وقد ربيت شابين الأول طبيب والثاني دكتور في الصيدله وانا فخورة جدا بهما فكلاهما لديه انجازات .
– دائما نجد إرادة وعزيمة وتصميم عند الإنسان السوري خاصة المرأة ماالسر برأيك ؟
افتخر اولاً باستجابة المرأة للعمل والدراسة والتفوق والتطوع والشواهد والامثلة كثيرة لا متسع لها .
– أقام المركز عدة دورات شملت تنمية بشرية ، تمريض ، لغات ، حساب ذهني ، دفاع مدني ، إسافات أولية ، ولأول مرة دورة عن كيفية التعامل مع المسنين وكبار السن ، على أي أساس يتم اختيار الدورات ؟
ما قام به المركز هدفاً منسجماً مع استراتيجيته ، ولكل دورة هدف فالإسعافات الأولية و المهارات التمريضية وإدارة الكوارث كلها بسبب ظروف الحرب ، ودورة رعاية كبار المسنين بسبب غياب الأولاد .
قمت بتأليف كتاب بعنوان دليل المرافقة لرعاية كبار السن ، وبسبب غياب الوالدين او أحدهما ألفت كتاب اعداد جليسات الاطفال .
كما أقمنا دورات في إدارة الشركات و إدارة الوقت وإتكيت التعامل والتواصل لفقدان هذه المواضيع في البيت والمدرسة .
تبنى المركز في بداية الحرب و بالتعاون مع وزاة الداخلية إقامة دورات قوى الأمن الداخلي هدفها الدعم النفسي ،
كما أقام ماراثون لدعم جرحى وشهداء قوى الأمن الداخلي السوري وقد كان لها أثراً كبيراً لدى الجرحى وأسرى الشهداء ،
كما قام المركز بتوزيع الورود في السادس من ايار على شرطة المرور لشكرهم على التعاون والتنظيم ،
ولابد ان أذكر اثنان من قادتهم رحمهما الله فقد غيبهم الموت اللواء الدكتورة باسمة الشاطر واللواء محمد علي الحسن
حيث كان التعاون بيننا رائعاً جداً وأدى الي نتائج لصالح الجرحى والشهداء ،
كما اقمنا ماراثونا آخر بالتعاون مع سيدات أعمال دمشق وكان ريعه لذوي احتياجات دمشق .
– هل يكتفي المركز بالتدريب م مابعد التدريب يبقى على تواصل مع المتدرب ليجد فرصة عمل ؟
المركز وبكل تواضع لا يستطيع أن يحمل كل الشباب وهمومهم وآمالهم وأحلامهم
ونحن نجد عملا للبعض لكن لا نستطيع أن نجد للجميع فالحرب أثرت بنتائجها على المجتمع وخاصة الشباب ،
أثرت بنتائجها على التعليم والتربية والاقتصاد ،
كما دفعت الكثير من الشباب الى مغادرة سورية لتأمين حياة كريمة لأسرته ولوالديه ،
هذا الجانب لا نستطيع حاليا الإمساك به وننتظر جميعا نهاية الحرب ورحيل القوات الاجنبية عن أرضنا ، فلقد ضحى جيشنا تضحيات جسيمة لبقاء سورية ولكن الطريق وعر ، وشبابنا غادروا لكنهم يقفون في مكان آخر ينتظرون العودة الى وطنهم .
– كلمة أخيرة لمن تحبي أن توجهيها؟
كلمتي أوجهها للنساء ، الوطن أمانة، وتربية أولادكن أمانة ، فهم المستقبل ، فاصنعوا مستقبل لا شوائب به .
– ماذا بعد المركز ، هل توقف حلمك هنا أم للحلم بقية ؟
يتوقف الحلم عندما تتوقف الحياة .
كل الشكر لك دكتورة فريال رسلان رئيسة مجلس وإدارة مركز الأعمال الوطني.
هؤلاء هم السوريين ، وتلك هي المرأة السورية صانعة الأجيال، ابنة زنوبيا ، وابنة الحضارة والتاريخ المجيد العريق ، وكما الجذور تمتد عميقا في الأرض ، ستمتد الأغصان شامخة لتطال السماء وتعانقها .