عرف خالد خليفة برواياته “مديح الكراهية”، و”لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”، و”الموت عمل شاق”، و”لم يصل عليهم أحد”.
الروائي المولود في حلب، حصل على ميدالية نجيب محفوظ للآداب من الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2013 عن روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”، والتي وصلت أيضاً إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2014.
ووصلت روايته “مديح الكراهية” للقائمة القصيرة للجائزة نفسها في 2008، و”لم يصل عليهم” للقائمة الطويلة للجائزة في 2020.
وفي سبتمبر الماضي، وصلت روايته المترجمة إلى الإنجليزية “لم يصل عليهم أحد”، إلى القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الوطني الأميركي.
في مقابلة بالقاهرة عقب إعلان وصول روايته “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة” للقائمة القصيرة للجائزة المعروفة في الأوساط الثقافية بـ”البوكر العربية”، قال خليفة إنه يعتقد أن “على الكاتب أن يكون قاسياً، فوظيفته ليست التساهل مع الأفكار التقليدية وأن يخفي الحقائق، على العكس، عليه أن يقدم تشريحاً للمجتمع وأفكاره الأصولية. وظيفته هي التنقيب ما وراء المرئي، التنقيب في المكان والذات”.
ورأى أنه من الضروري بذل الجهد لجعل الرواية العربية جزءاً من مشهد الأدب العالمي “عبر الترجمة، والجوائز ضمن أشياء أخرى”.
شرحت روايته “مديح الكراهية”، النظام السياسي لحزب البعث السوري، وقدمت “لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة”، تشريحاً للمجتمع السوري، وحفراً عميقاً في المكان والذات، عبر 200 سنة في مدينة حلب التي خضعت لتغيرات رأى أنها “سلبتها روحها”.
في أعماله، رصد خليفة التاريخ العمراني لمدينة حلب، والخراب الذي لحق بها في السنوات الخمسين الأخيرة، وكان يعتبر أن حجم الدمار الذي لحق بمعمار مدينته حلب “كان صاعقاً”، وهو دمار لم يلحق بالمكان فقط، ولكن لحق بالناس أيضاً، فالأمكنة لا تخرب وحدها، فالمكان يخرب معه سكانه”، على حد قول الكاتب الراحل.
في أحد منشوراته الأخيرة، نشر خالد خليفة مقاله الأخير الأربعاء الماضي، والمنشور في مجلة “المجلة” بعنوان “حمص مدينة الضحك التي صارت أطلالاً وخرائب”.
استعرض في مقاله حجم الدمار الذي لحق بالمدينة التي وصفها بـ”عاصمة العالم للضحك”، وطعمه بحكاياته الشفوية، التي كانت تحكي تاريخ البشر والحجر، إذ كان الروائي مفتوناً بمعمار الأمكنة والنفوس على حد سواء.
تمنى الروائي السوري عادة لقراء أعماله “قراءة ممتعة”، وحذرهم من “جرعات حزن عالية”، وسمت أعمال الروائي المهموم بما يبقى فينا من المدن حين نغادرها.