أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الإرهاب هو من قام بالتدمير في سورية ومن يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب ومن نوى على الحرب، من خطط لها ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه أو من دافع ضد الإرهاب.
وحول قضية اللاجئين أوضح الرئيس الأسد خلال مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية أنه خلال السنوات الماضية عاد إلى سورية أقل من نصف مليون بقليل، وقد توقفت هذه العودة، بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج، هذه أساسيات الحياة هذا هو السبب.
وبشأن تجارة المخدرات أكد الرئيس الأسد أنه عندما يكون هناك حرب وضعف في الدولة، فلا بد أن تزدهر هذه التجارة، وأن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سورية وليست الدولة السورية، ونحن لدينا مصلحة بالقضاء على هذه الظاهرة كما بقية الدول.
وتساءل الرئيس الأسد أنه من دون جدول أعمال ودون تحضير، لماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
المذيع:
نرحب بكم مشاهدينا في هذا اللقاء الخاص من هنا من قصر المهاجرين في العاصمة السورية دمشق مع الرئيس بشار الأسد.
سيادة الرئيس أهلاً بك في سكاي نيوز العربية، وشكراً لك لإتاحة الفرصة للقائك بهذا اللقاء الذي انتظرناه طويلاً.
الرئيس الأسد:
أهلاً وسهلاً بك في سورية، وأنا سعيد جداً أن أستقبلكم اليوم وأن يكون بيننا حوار مثمر.
المذيع:
شكراً لك.
السؤال الأول:
بما أن هذا أول لقاء سيادة الرئيس عبر سكاي نيوز عربية كأول قناة عربية نعود معك إلى بداية الأحداث إلى عام 2012، هل كان بالإمكان في رأيك تفادي ما حدث؟ هل كنتم ستخوضون الحرب، هذه المواجهة بنفس الطريقة، بنفس الرؤية على امتداد أكثر من عقد؟
الرئيس الأسد:
المنصب أو عن المسؤولية -لكي نكون أكثر دقة- يرحل عندما يريد الشعب له الرحيل وليس بسبب ضغط خارجي أو بسبب حرب خارجية. فعندما يكون بسبب داخلي هذا شيء طبيعي، أما عندما يكون بسبب حرب خارجية، عندها يكون اسمه هروباً وليس تخلياً عن السلطة، والهروب لم يكن مطروحاً على الإطلاق.
مداخلة: عدد كبير من المظاهرات كانت ترفع هذا الشعار.
الرئيس الأسد:
حتى العدد الكبير لم يتجاوز في مئة ألف ونيف في أحسن الأحوال وفي كل المحافظات، مقابل عشرات الملايين من السوريين، هذا أولاً، ثانياً لنفترض أن هناك عدداً كبيراً، وأغنى الدول وأقواها في العالم تقف ضد هذا الرئيس، والقسم الكبير من الشعب يقف ضده فكيف يبقى؟ لا يوجد منطق في الأمور.. إذاً فهو بقي لأن العدد الأكبر من الشعب يدعم القضايا التي يدعمها الرئيس.
السؤال الخامس:
سنعود لهذه النقطة، لكن أنتم قاتلتم. تحد كبير. العدو، الإرهاب الذي أحاط بكثير من المناطق وحتى العاصمة دمشق، لكن هناك سيادة الرئيس مدنيون تضرروا الحقيقة، تابعنا ذلك على الأقل عبر وسائل الإعلام من قتل وتهجير ومعاناة. هل تتحمل مسؤولية هؤلاء؟
الرئيس الأسد:
إذا افترضنا أن الدولة هي من كانت تقوم بالقتل والتهجير فهي تتحمل المسؤولية، ولكن هناك إرهاب وكانت الدولة تقاتل الإرهاب، والإرهاب هو الذي كان يقتل ويدمر ويحرق. لا توجد دولة حتى ولو كانت تُسمى دولة بين معترضتين سيئة، تقوم بتدمير الوطن، هي غير موجودة حسب معلوماتي، إذاً فالإرهاب هو من قام بالتدمير، الدولة دورها بحكم الدستور والعرف الوطني أن تدافع عن الدولة، فهل هذا يعني أن مواجهة الإرهاب هي التي دمرت الوطن، فلو تركنا الإرهاب تعمر الدولة؟! هذا كلام غير منطقي. فإذاً، من يتحمل المسؤولية هو من وقف مع الإرهاب، وليس من دافع ضد الإرهاب. من يتحمل المسؤولية هو من نوى على الحرب، من خطط للحرب، ومن اعتدى، وليس المعتدى عليه.
السؤال السادس:
نعود معك سيادة الرئيس لفكرة صمود الدولة بعد كل هذا الضغط الكبير على المستوى الداخلي، حتى الخارجي. هل الدعم الإيراني، والدعم الروسي منذ السنوات الأولى لهذه الأزمة هو سر الصمود في هذه المعركة. الشارع العربي سيادة الرئيس يسأل عن سر بقاء الدولة السورية بعد كل هذه الضغوطات؟
الرئيس الأسد:
ما فرص إعادة هؤلاء خلال الفترة المقبلة في ظل التحدي على مستوى البنى التحتية بشكل كبير؟
الرئيس الأسد:
الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عملي مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار.
السؤال الرابع عشر:
أحد التحديات في الداخل السوري التي أثرت على المحيط هو تجارة المخدرات. الدولة السورية متهمة بغض الطرف عمن يقومون بهذه التجارة، المرتبطين بمثل هذه الجرائم وتحويل سورية إلى مركز للمخدرات الكبتاغون. كيف تردون على هذه الاتهامات سيادة الرئيس؟
الرئيس الأسد:
كما قلت لك، طالما أنّ “إسرائيل” عدو وتقف مع الإرهابيين سيستمر، لذلك لن يتغير.
السؤال التاسع عشر:
لنذهب إلى الشمال لا بد من الحديث أيضاً عن العلاقة مع تركيا، لديكم شرطان لعودة هذه العلاقة مع تركيا، انسحاب القوات التركية ووقف دعم الإرهابيين، تركيا طلبت أن تلتقوا دون شروط مسبقة في ظل هذا الطرح متى يمكن اللقاء بينك وبين الرئيس أردوغان، وخاصة أنه لا يعارض هذا اللقاء؟
الرئيس الأسد:
كلمة من دون شروط مسبقة للقاء يعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً. نحن نريد أن نصل لهدف واضح، هدفنا هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سورية، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان.
مداخلة: لكن أردوغان يقول ما دام أن هناك إرهاباً يهدد الدولة التركية لا يمكن أن تخرج هذه القوات.
الرئيس الأسد:
الحقيقة، الإرهاب الموجود في سورية هو صناعة تركية، جبهة النصرة، أحرار الشام هي تسميات مختلفة لجهة واحدة كلها صناعة تركية وتموّل حتى هذه اللحظة من تركيا، إذاً عن أي إرهاب يتحدث؟
السؤال العشرون:
إلى العلاقة مع حماس سيادة الرئيس، أنتم لكم فضل كبير كدولة سورية على الحركة، لكن كيف استقبلتم موقف الحركة مع بداية الأزمة وهل عادت العلاقة إلى ما كانت عليه مع إعلان الحركة إعادتها مع دمشق؟
الرئيس الأسد:
الناس للموضوع. فكثير من الناس كان يؤمن بأن هذه المظاهرات سلمية، وكان يعتقد بأن الدستور هو المشكلة، وكان لا بد أن تقوم بهذه الإجراءات من أجل أن تثبت لهؤلاء الأشخاص بأن المشكلة لا دستور ولا مظاهرات سلمية، القضية أكبر من ذلك، طبعاً اقتنعوا ولكن متأخرين.
فنعم، كثير من الأشياء لم نكن مقتنعين بها ولكننا سنعود ونتبعها ونتبناها مرة أخرى.
السؤال السادس والعشرون:
بالنسبة للخارج ومسألة التحالفات، كيف تنظر لها؟
الرئيس الأسد:
العلاقة مع روسيا والعلاقة مع إيران أثبتت أن سورية تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح، أما العلاقة مع الأتراك فهناك من سأل هل ذهبنا بعيداً؟ تركيا بلد جار، وكان من الطبيعي أن نسعى لتحسين العلاقة معها ولو أتت ظروف مختلفة في المستقبل بعد انسحاب تركيا من أجل تحسين العلاقات فمن الطبيعي أن نعود للسياسة نفسها، وهي أن تبني علاقات جيدة مع جيرانك، هذه مبادئ وليست سياسات عابرة.
مداخلة: وعلى المستوى العربي، هل كانت هناك طريقة أفضل للتعامل مع العواصم العربية ربما لمنع هذه القطيعة التي استمرت سنوات؟
الرئيس الأسد:
نحن لم نبدأ هذه القطيعة ولم نقم بأي عمل ضد أي دولة عربية، حتى عندما عدنا إلى الجامعة العربية وأنت ربما تكون قد سمعت خطابي لم أقم بلوم أي طرف ولم أسأل أي طرف لماذا فعلتم ذلك؟ بالعكس نحن نقول ما مضى مضى، نحن دائماً ننظر للمستقبل. هل هناك طريقة أخرى أفضل؟ إذا كانت هناك طريقة أخرى أفضل نتمنى أن نُنصح بها لنتبعها، لا يوجد لدينا مانع، لكن لا نسعى للصدامات ولا للمشاكل عبر تاريخنا، هذا جزء من سياستنا أو جوهر سياستنا.
المذيع: سيادة الرئيس شكراً لإتاحة الفرصة للقائك عبر شاشة سكاي نيوز عربية.
الرئيس الأسد:
شكراً لكم مرة أخرى لمجيئكم إلى سورية، أهلاً وسهلاً.