نهاية نفق..بقلم د.سحر أحمد علي

(نهاية نفق )
**
يبدو أن النفق السوري المظلم مازال طويلا وشاقا. رغم الأعمال العسكرية الميدانية المتميزة للجيش السوري. الذي كان ومازال يخوض واحدة من أسوأ المعارك في تاريخ الجيوش ..
ليس بوسع السوريين وحدهم وضع حد لهذه المأساة التاريخية. القضية متشابكة جدا عربيا ودوليا. والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين يهربون من التفاهمات المبدئية. كي لايصلوا إلى اتفاق محدد يعزز سيادة ووحدة الدولة السورية. ويضمن الدور الإقليمي والعالمي لحلفاء سوريا في بناء نظام عالمي جديد. مازال اللعب بورقة الإرهاب المتعددة الوجوه مستمرا. وقد جمع التفاهم المبدئي على تدمير الدولة السورية أطرافا شديدة التناقض. لكنها تلتقي على هدف واحد مرحليا هو تفتيت وتدمير الدولة السورية. وخلق حالة واقعية تجعل إعادة بناء الدولة الوطنية الحديثة. دولة المساواة والمواطنة وسيادة القانون وعدم التمييز .الدولة الموحدة الواحدة أرضا وشعبا وتاريخا. رغم الإشارات الإيجابية جدا وفوق مايتوقع العالم من السيد الرئيس بشار الأسد شخصيا. الذي أعلم موافقته الصريح للرئيس بوتين بقبول الحوار مع كل طرف سوري يوافق على قبول التحدي الديمقراطي عبر صناديق الإقتراع وبعد مرحلة انتقالية يتم من خلالها الإتفاق على دستور تعاقدي وطني جديد لسوريا. لكن الولايات المتحدة وتركيا وفرنسا و’السعوديةآنذاك’ ودولة المسخ النفطي قطر .كلها ماتزال تراهن على امكانية تدمير الدولة والمؤسسات. وتحويل سوريا مبدئيا إلى قطاعات إرهابية يتم تصفية الحساب بينها لاحقا. لتعيد هيكلتها أمريكيا اسرائيليا بما يناسب المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل أولا، ثم لفرنسا ودول الإتحاد الأوروبي ثانيا. وحينها يعيد الغرب حساباته لتصفية ماتبقى من النظام الرسمي العربي القديم في الخليج وغيره. تمهيدا لتحويل المنطقة إلى مزرعة أبقار أمريكية وكبح جماح النهوض المفاجئ للدور الروسي والصيني ومجموعة البريكس في تشكيل النظام العالمي الجديد. يدنا على قلوبنا كلما تصاعدت لغة المواجهة والمكابرة والعناد بين الجبارين الأمريكي والروسي .ومايرافقها من العودة إلى سباق التسلح المحموم الذي لايمكن ان يكون لمصلحة السلام في سوريا. ولا في أي مكان من العالم . بل إن دول تحالف الأطلسي تحاول عبر الدرع الصاروخي وتوسيع انتشار حلف الأطلسي في أوروبا الشرقية. ودول الإتحاد السوفياتي السابق . والدعم المالي والتدريبي والتسليحي الهائل للقوى التكفيرية الإرهابية لنقل المعركة إلى قلب جمهورية روسيا الإتحادية. مع إغراقها أيضا بحروب إقليمية ومنازعات مع الدول المجاورة. هذه لوحة الواقع الدولي والإقليمي حولنا الآن. حمى الله سوريا وشعبها وتاريخها، من تفاهة وجهل بعض أبنائها ومن حالة لؤم تجمع تاريخيا لكل أعدائها عربيا إقليميا ودوليا .
د. سحر أحمد علي