“العشاق الثلاثة”
* *
نظرتُ ذاتَ صباح إلى نقطةِ الكون الأرضي ..واذا بقاسيونَ ينبض، ينهض،يبادلني النظرة..أستجيب!! واذا بي أرى في عينيهِ زهرة شتاء،تُقاوم، تستمد من قسوة المناخ قوة اللقاء.. تبادلني الزهرة النظرةَ مرةً بعدَ مرة: تُحبُّني،أحبها ..نتواعَد!! وفي ليلةٍ هاربةٍ من الزمن،نَزَلت من نجمتي إلى قاسيون،فَوافَق نزولي إليهِ صعودَ بردى إليه.. وكان حديثٌ ذو شجون!!
قالت حوريةٌ من بردى وهو يَحتضنُ الزّهرةَ وقد صَفّقَ يلقاتي.. أتدري أنني لَبَّيتُ استِغاثتها ؟ ولكن زنوبيا التي داهمَها (أورليان) في غفلةٍ ثانيةٍ من التاريخ تَنًتَظرُني وبجانبها الفارسُ ( أ ) وقد تَفَلَّتَ من اوغاريت إليها !! اتريد أن نَجتمع اليهما ؟ ولكنهما يشترطان على اللقاء أن يَصطَحِبَ كلٌّ منا أُذُنُه وعَينهُ(!!) ولك أن لا توافق ؟!!
بُحتُ لحبيبتي الزهرة بِسِرٍّ وُلِدَ لِتوّه ..وافَقَت، سِرنا سويةً مع بردى وحوريّته في كنف قاسيون إلى”زنوبيا” التي استحالَ فؤادُها إلى مالا يُحصى من عيونٍ دامعة، في حين استحالت عيناها إلى نجمتين، حطَّت إحداهما على بردى والثانية على النيل ..
اللّه (!!) ماهذا ؟!
وعَقَدنا العزم.. أعراس ثلاثة: انا والزهرة -الألف وزنوبيا-
قاسيون وحورية بردى (!!) ؟.
وأفقت من رؤيا رَجوت أن تصيرَ الى رُؤيه..
أَفقت بِأوسَعِ ابتسامةِ قلبٍ في تاريخِ حبٍّ،
و بِأكبر زَخمة شعب في تاريخِ حرب..
بقلم:د. سحرأحمد علي