“الشمس.. الشمس حبّاً”
في مهمّة رسميّة وضمن مجال عملها غادرَتْ سوريّة
منذ سنوات متّجهة إلى بلد خليجيّ ثريّ
لتصلح أهمّ أحوالها الماديّة!!
التقيتها مع مجموعة من صديقاتها في إجازة سنويّة رسميّة.
اقتصر حديثها على سعادتها في طمأنينة العيش واستقرار حياتها الماديّة من جهة أخرى وهي هدفها الأساسي
من المهمّة التي أثقلت حملها المعيشي في سوريّة..
حديثها بداية كان عن تحقيق أول مطالبها
وهو مرتب يفيض عنها وعن أسرتها بل عائلتها فهي مدرارة بما جنته حتى على المقرّبين من صديقاتها. . تشكر نعمتها بطريقة العطاء والسخاء والهدايا.
كانت رحلة متّفق عليها جمعت من خلالها معظم صديقاتها القدامى. . تركت سيارتها الفخمة الفاخرة ومشت طويلاً. . في ساعات الحرّ الشديد تتجنّب أثناء مشيها الأماكن المظللة وتحاول أن تتماشى أطرافها وكلّ خلية من جسمها مع أشعة الشمس!
سَأَلتْها إحدى صديقاتها بتأفّف وتعجّب وابتسامة تعب وقد بدا عليها الإرهاق من المشي معاً في الحرّ الشديد..
لِمَ كلّ هذه العقوبة علينا؟! ألا تلاحظين أنّنا تعبنا مشياً من بداية الرحلة، كان أملنا برفقتك صعود سيارتك الجميلة!
فكان ردّها وعلائم وجهها تكاد تتوسل قائلة: أنا عديمة شمس. . عديمة شمس منذ أن غادرت سوريّة!
البلد التي أعيش فيها لا تحبّها الشمس..
كلّ الأماكن فيها مظللة محجّبة عن الشمس!
أحاول وبشتى الوسائل أن أعوض وأستعيد وجود الطاقة الصحيّة النفسيّة بالعلاج والدواء والفيتامين ولكن عبثاً. . لا تتصوّري سعادتي عندما وصلت سورية. . عند قدومي وأول صباحاتي شهقت بنور شمسها بل من بهجتي وسروري بها كدت أضمّها بين ذراعيّ، وأرتدي من صبابتها حلة من أجود وأثمن الحلل البشريّة والكونيّة!
لا تلوميني فسعادتي لا توصف وأنا أمشي تحت قبّة حمايتها وليس مهبّة حرارتها. .
هي حبّي وفرح الروح والنفس!!
أدفع كل ما جنيته في بلد اللا شمس..
لأرى بلدي سوريّة بلد الشمس!!..
د. سحر أحمد علي