بقلم رئيس التحرير
بشار صقر
سنوات التآمر على سورية تنحسر وتتلاشى من الأشقاء والأصدقاء؛ تغيرت المعطيات بتغير الحكومات و الأشخاص وتغير وجهات النظر لمستقبل المنطقة.
بداية الغيث من أبناء زايد الذين تدخلوا بداية لرأب الصدع بوساطة مباشرة في تقريب وجهات النظر ليتم اللقاء بين الأشقاء؛ وذلك في خضم تصارع المصالح الدولية وتغيير خارطة المنطقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التي ستتمخض نتائجها في المستقبل القريب وتنعكس بشكل مباشر على منطقة الشرق الأوسط.
قمة الجزائر كانت نواة لإشغال سورية مقعدها في الجامعة العربية؛ واستكملت بالمباحثات بين الأشقاء العرب وتكللت بالجدية وحسن النية بإرسال السعودية أول طائرة إلى سورية بعد انقطاع دام اثنا عشر عاما؛ وذلك بعد الكارثة المميتة (الزلزال المدمر) الذي ضرب شمال غرب سورية.
زيارات ولقاءات وتشاورات بين المسؤولين العرب لإيجاد مخرج في لم الشمل العربي؛ كان آخرها اجتماع خماسي لوزراء خارجية مصر والسعودية والعراق والأردن بالإضافة إلى سورية في العاصمة الأردنية لمتابعة نتائج مقررات جدة؛ تمخضت بنتائج إيجابية والأهم أن النقاشات جرت حول عناصر مهمة بينها الإشارة إلى القرار الدولي 2254وآلية التنفيذ والدول المشاركة في لجان المتابعة، والعمل على الحل السياسي الذي يحافظ على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها، ويلبي طموحات شعبها ويخلصها من الإرهاب، والعودة الآمنة لللاجئين وخروج جميع القوات الأجنبية غير المشروعة والعمل بما يحقق المصلحة الوطنية، ويعيد لسورية أمنها واستقرارها ودورها المهم في المنطقة…
وبعد أيام قليلة خرج للعلن بيان مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري .. باستئناف مشاركة وفود الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها؛ وفي بيانها أقرت عودة سورية بكامل صلاحياتها كعضو مؤسس في الجامعة والعمل على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومعالجة ملف مكافحة الإرهاب وعودة السوريين النازحين لبلادهم.
واليوم تؤكد دعوة السعودية للجمهورية العربية السورية إلى مؤتمر القمة العربية برسالة أوصلها سفير المملكة العربية السعودية في الأردن؛ وهي دعوة الرئيس الأسد للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في الرياض يوم 19 من مايو/أيار الجاري… فبهذه الدعوة تكون بداية النهاية للجفاء بين الأخوة العرب باجتماعهم على مائدة المصالحة العربية؛ وهذا يكتب في تاريخ المملكة برؤيتها المستقبلية من قبل ولي العهد محمد بن سلمان … الذي يعمل بكل جهد مع جميع الأشقاء لرأب الصدع العربي وإنهاء الخلافات بالمنطقة بما فيها مع إيران وتركيا والآن مع الشقيقة سورية.