طموح…شغف…وحب للعمل …حكاية سورية بطلتها طبيبة أسنان

متابعة: هناء صالح

إنسانة طموحة وناجحة حققت حلمها الدراسي والتطوعي لتكون فاعلة بمجتمعها تاركة وراءها الأثر الإيجابي الطيب إنها د. زينة مصطفى أخصائية بطب الأسنان وجراحتها مرحبا بك ولتكن البداية بالتعرف عليك وعلى مسيرتك العلمية .
أنا من مواليد محافظة اللاذقية عام ١٩٩٧ م من أصول فلسطينية نشأت في بيئة محبة للعلم بدعم وتشجيع من قبل الأهل ، وكان حلمي العمل بمجال الأورام واكتشافها ومعالجتها ، وبعد النجاح بمرتبة التفوق بالشهادة الثانوية خضعت للسنة التحضيرية وهي أول دفعة وتجربة بالقطر وكانت صعبة بالنسبة لي ولكن تجاوزتها لتمكنني علاماتي من التسجيل بطب الأسنان بجامعة تشرين ، وهنا بدأت رحلة السعادة لدي ، ولم كنت أفكر أن أكون طبيبة أسنان لكن يقيني بالله أنه يختار لنا مايناسبنا ويليق بنا .
– أثناء ذلك عملت بالتطوع مع الكثير من الجمعيات حدثينا عن مشاركاتك التطوعية وما الذي أضافته لك ؟
منذ عام ٢٠١٠ م وانا بالصف السابع انتسبت للحركة الكشفية باللاذقية والتزمت معهم حتى اليوم وكما هو معروف الكشاف ليست كلمة تقال بل حياة تعاش ، ولأن الكشافة حركة تطوعية كنت أوزان بينها وبين دراستي ،في السنة الجامعية الأولى عملت ضمن فريق مبادرات وهو عمل مجتمعي حيث شاركت بحدث اسمه ” افكارز ” في طرطوس
وهو عبارة عن فرصة لنتحدث فيها عن موضوع مهم بالنسبة لنا لمدة ١٠ دقايق أمام الناس ، وهنا بدأت ثقتي بنفسي تكبر
حيث تكلمت عن مرض السرطان بشكل عام واسبابه والوقاية منه وعوامل خطورته ،
كانت تجربة رائعة بالنسبة لي ،بعدها تطوعت بجمعية صناع السلام باللاذقية
ضمن فريق كيان ” المعني ب تمكين النساء والفتيات ” عملنا وقتها جلسات دعم وتمكين للنساء والفتيات وتحدثنا اكتر عن العنف القائم على النوع الاجتماعي ، و بنفس الوقت تطوعت بفريق اسمه ” سيار ” باللاذقية والذي يهتم بأطفال الشوارع كنت سعيدة جدا معهم، في السنة الثانية
تطوعت بفريق الكريات الحمراء التطوعي بجامعة تشرين
كان مسؤول عن مساعدة الطلاب من تامين محاضرات ومعلومات صحيحة وكاملة وبشكل سلس ، وتمكين علاقات صحيحة مع مدرسي المقررات ، في السنة الثالتة أصبحت مسؤولة عن فريق الكريات الحمراء لطب الاسنان لدفعتي وكانت تجربة جدا ناجحة تركت اثر ممتاز على دفعتي وعلى صعيدي الشخصي حتى شجعني ذلك بالحصول على علامات عالية ،
٢٠١٧ م تطوعت بجمعية رعاية الطفولة والتي تقدم مساعدات إنسانية للناس و كنت أعيش أجواء جميلة بشهر رمضان المبارك بوقت الطبخ وتوزيع الطعام ، وأثناء دراستي الجامعية تطوعت بالأمانة السورية للتنمية ( منارات شباب ) بكلية التربية – جامعة تشرين ومن أجمل الأشياء التي شاركت بها جدارية من السيراميك بالرمل الشمالي ،
كما تطوعت بجمعية أيادينا التي تهتم بالأطفال المحتاجين للعمليات الجراحية أو لتتمة المراحل الدراسية،
التطوع بالنسبة لي وهبني السعادة والثقة بالنفس وتهذيبها.
أحبت الإعلام و كنت شغوفة به حيث حضرت ورشة تدريبية خاصة بالإعلام مدة شهر للأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع راديو حلا وحصلنا على فرصة تدريب بالراديو على المايك وكيف نكون مذيعين احترافيين وأعطونا فرصة للمشاركة ببرنامج من برامج راديو حلا بوقتها وهذا كان أجمل شيء .
– بعد تخرجك مارست الحياة العملية وفيها الحلو والمر كيف كانت تلك المرحلة ؟
بعد تخرجي مباشرة عملت مشرفة على الجوانب العلمية بجامعة تشرين بقسم أمراض الفم للسنة الرابعة مما زاد بخبرتي حيث أن فكرة التدريس جميلة إضافة لتحقيق جزء من أحلامي والفضل يعود لأستاذتي الدكتورة سميرة زريقي .
في عام ٢٠٢٠ م مارست مهنتي بريف اللاذقية ، ومن اللحظات الصعبة التي مرت علي هي الحريق الذي طال العيادة وخسرت كل شيء وتأزمت نفسيتي بتلك الخسارة ولكن تجاوزت تلك المحنة لأبدأ بافتتاح عيادتي الجديدة بالمدينة حيث انطلقت مجددا ، اكتسبت ثقة الناس بالعمل وعملت كل المعالجات بالعيادة ، وبسبب ضغط العمل قل نشاطي التطوعي واكتفيت فقط بالعمل بجمعية البشائر الخيرية ، وبسبب خبرتي بالعمل مع الجمعيات نزلت للشارع للمساعدة بفترة الزلزال الذي أصاب اللاذقية فكنت قادرة على التعامل مع الحالات التي صادفتها سواء الإصابات الجسدية أو النفسية ، كل إنسان يواجه قصص صعبة بحياته يجب تجاوزها للاستمرار بالحياة ، ومن اللحظات القاسية التي لاأنساها وفاة والدي بعد صراع طويل مع المرض وبعد تخرجي بأيام قليلة وأشكر الله أنه تحقق حلمه برؤيتي دكتورة.
– اليوم انت بدمشق ومرحلة جديدة من حياتك كيف ترين دمشق ؟
أعشق دمشق وأحبها وأرتاح لها ، حيث جاءت لي فرصة عمل بأحد المراكز الطبية ، دمشق كلها حياة وحب وعمل ،برغم ابتعادي عن الأهل وانتقالي لبيئة جديدة لكني شخص يعشق العمل ، لا أحب الفراغ، وقتي مليئ ، ودائما أحاول البحث عن الأفضل .
– في الختام رسالة وكلمة أخيرة ؟
– بهذه الحياة علينا تعلم الصبر وعدم اليأس والجحود ، لا يمكن تحقيق كل مانتمناه لكن يكفي المحاولة ، ولنفسنا علينا حق والتوكل على الله بكل شيء.
كل الشكر لك دكتورة ونفخر بك وبمسيرتك الغنية.
إنهم السوريات اللذين يخطون بأناملهم الحكايا ،هن آلهة
أينما كانوا ….وأيقونات جمال …وينابيع عطاء لاتجف.